[فنفته من عقر الديار ببغيها * حتى تغيب خفيفة الأرجاس] [فإلهي عجل للأنام ظهور من * يحي الورى عن وصمة الخناس] [صلى الاله عليه ما هبت صبا * وهنا ففاح أريج طيب الآسي] وفي الاكمال عن سيار الموصلي قال: لما قبض سيدنا أبو محمد الحسن العسكري (ع)، قدم قوم من قم ومعهم الجمال وفود بالمال التي كانت على الرسم، ولم يكن عندهم خبر وفاته، فقيل لهم إنه (ع) قد فقد فقالوا: فمن وارثه؟ قالوا: أخوه جعفر الكذاب بن علي الهادي، فسألوا عنه قيل لهم: إنه قد خرج متنزها وركب زورقا ولحقه بالدجلة يشرب الخمر ومعه المغنين قال:
فتشاور القوم وقالوا: ليس هذه صفة الامام فقال بعضهم لبعض: امضوا بنا حتى نرد هذه الأموال إلى أهلها، فقال أبو العباس جعفر بن محمد الحميري:
قفوا بنا حتى يرجع هذا الرجل ونختبر أمره على الصحة.
قال: فلما انصرف دخلوا عليه فسلموا عليه وقالوا: يا سيدنا نحن قوم من قم ومعنا جماعة من الشيعة وغيرها، وكنا نحمل إلى سيدنا الحسن بن علي (ع) الأموال فقال: وأين هي؟ فقالوا: معنا فقال: احملوها إلي فقالوا:
إن لهذه الأموال خبرا طريفا قال: فما هو؟ فقالوا: إن هذه الأموال تجمع ويكون فيها من عامة الشيعة الدينار والديناران ثم يجعلونها في كيس ويجتمعون عليه، وكنا إذا أوردنا المال إلى سيدنا أبي محمد (ع) يقول: جملة المال كذا وكذا دينار من عند فلان كذا وكذا، ومن عند فلان كذا وكذا، حتى يأتي على أسماء أصحابه كلها ويقول بما على الخواتيم من النقش فقال جعفر: كذبتم تقولون على أخي بما لا يفعل، هذا علم الغيب. فلما سمع القوم كلامه جعل ينظر بعضهم إلى بعض فقال: ألا تحملون هذا المال إلي؟ فقالوا: إنا قوم مستأجرون وكلاء لأرباب المال، ولا نسلم المال إلا بالعلامات التي كنا نعرفها من سيدنا الحسن بن علي (ع)، فإن كنت الامام فبرهن لنا وإلا رددنا المال إلى أصحابه يرون فيه رأيهم.