وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٣٢٩
ولا تعلموهم لما دعوتموهم وليكونوا في بيوتكم، فلما جاؤوا أقعدونا في البستان، واصطفت عمومته وإخوته، وأخذوا الرضا (ع) وألبسوه جبة صوف وقلنسوة منها ووضعوا على كتفه مسحات، وقالوا: ادخل البستان كأنك تعمل فيه، ثم جاؤوا بأبي جعفر (ع) وقالوا لهم: ألحقوا لنا هذا بأبيه، فقالوا: ليس هاهنا أب له ولكن هذا عم أبيه، وهذا عمه، وهذه عمته، وإن كان له أب هاهنا فهو صاحب البستان فإن قدميه واحدة، فلما رجع أبو الحسن (ع) قالوا:
هذا أبوه.
قال علي بن جعفر: فمصصت ريق أبي جعفر (ع) ثم قلت: أشهد أنك إمامي عند الله عز وجل، فبكى الرضا (ع) ثم قال: يا عم ألم تسمع أبي (ع) وهو يقول: قال رسول الله (ص): يأتي ابن خيرة الإماء ابن النوبية الطاهرة الطيبة الفم المنتجبة الرحم، ويلهم لعن الله الأعبس وذريته صاحب الفتنة يقتلهم سنينا وشهورا وأياما، يسومهم خسفا ويسقيهم كأسا مصبرة، وهو الطريد الشريد الموتور بأبيه وجده صاحب الغيبة، فيقال: مات أو هلك أو أي واد سلك أيكون هذا يا عم إلا مني قال صدقت جعلت فداك.
وروى الحسن بن عمارة قال: كنت عند علي بن الإمام جعفر (ع) بالمدينة، وكنت أقمت عنده سنين أكتم عنده ما أسمع من أخيه أبي الحسن (ع) إذا دخل عليه أبو جعفر محمد بن علي الرضا (ع) مسجد رسول الله (ص) فوثب علي (ع) بلا حذاء ولا رداء فقبل يديه وعظمه فقال له أبو جعفر (ع) اجلس يا عم رحمك الله فقال يا سيدي كيف أجلس أنا وأنت قائم، فلما رجع علي بن جعفر إلى مجلسه جعل أصحابه يوبخونه ويقولون له: أنت عم أبيه وأنت تفعل به هذا الفعل، فقال: لسكتوا إذا كان الله عز وجل وقبض على لحيته لم يؤهل هذه الشيبة وأهل هذا الفتى ووضعه، أأنكر فضله؟ نعوذ بالله مما تقولون، بل أنا له عبد، وناهيك بها من نصوص قد أسفرت عن إمامته (ع) وهو مولود وجواد الأجواد، جعله الله لبحار علمه مداد، وأتاه الله الحكمة وفصل
(٣٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 323 324 325 327 328 329 330 331 332 333 334 ... » »»
الفهرست