وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ١٣٩
في صفات الحسن (ع) وأما صفات الحسن في الجود والحلم الراسخ الذي يتعجب له كل موجود فهو بحر الكرم الذي لا يعرف قراره، ونور العلم الذي أضاء مناره، وغرة وجه الحكم الذي لا تدرس آثاره.
وقد روي أن فاطمة الزهراء (ع) [قدمت] بالحسن والحسين على أبيها رسول الله في مرضه وقالت: يا رسول الله هذان ابناي فورثهما فقال (ص): أما الحسن فله جودي وحلمي، وأما الحسين فله هيبتي وسؤددي.
فلعمري لقد ظهرت آثار تلك الوارثة وجرى ماء النبوة في مغرسهما فما أكرم تلك الحراثة، أما هيبة الحسين (ع) وشجاعته فهي التي تذل لها الابطال الشوس. وتقع لها خاضعة متى ذكرت النفوس، فهو سيد أهل المروة والإباء، ولا غرو فجده محمد المصطفى وعلي المرتضى كان له أبا وأما.
وأما جود الحسن وعلمه فهما لا ينتهيان إلى حد ولا يحدان برسم ولا حد قد بلغ فيها النهاية وجاوز فيها الغاية، ولقد قاسم ربه ثلاث مرات حتى أنه كان يعطي من ماله نعلا ويمسك نعلا وما استأثر لنفسه دون فقراء المدينة أصلا.
وروي أنه سمع رجلا يسأل الله أن يرزقه عشرة آلاف درهم فانصرف إلى منزله وبعث بها إليه، وأتاه رجل وسأله حاجة فقال له: حق سؤالك يعظم علي
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 135 136 137 139 140 141 143 144 145 ... » »»
الفهرست