ولا سيما الإمام الأول - علي بن أبي طالب رضي الله عنه - والإمام السادس - أبي عبد الله جعفر الصادق (ع) - صاحب المذهب الجعفري، وحامل لواء فقه آل البيت عليهم السلام والعالم بهذا الفن يدرك لأول وهلة دقة (المفسر) وإمساكه بخطام هذه الصناعة وجمعه لأدوات المفسر ولعلك وأنت تقرأ تفسير الفاتحة في تفسيره هنا وتوازن ذلك بما جاء في (تفسير الجلالين) تقف بنفسك على قدرات (المفسر) ولا سيما في الأصول اللغوية حين يرد لفظ الجلالة (الله) إلى أصله اللغوي، وحين يفرق - في حصافة منقطعة النظير - بين معنى اسمه تعالى (الرحمان) واسمه تعالى (الرحيم).
وحين لا يكتفي بالفروق اللغوية فيزيدك إيضاحا بما حفظه من نصوح وأدعية مرفوعة إلى أهل البيت النبوي.
وهو في ذلك كله سهل الجانب، معتدل العبارة، يسوقها في حماس العالم، وليس في ثورة المتعصب.
كما لا ينسى وهو يفسر أن يشرح الآية بآيات أخرى، وأن يذكر سبب النزول كلما دعا الأمر إلى ذلك وكان عونا له على توضيح المعنى المطلوب من الآية وهكذا نلحظ هذا الصنيع في سائر عبارات التفسير الجليل وقد اعتدنا نحن معاشر المؤلفين أن نعرف عن الناشرين - من حيث عملهم