من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ٨٠
قال: " وإني لا أعلم أن في الأرض ملعون بن ملعون غير هذا وأبيه طريد رسول الله صلى الله عليه وآله " (1).
وزاد الطبرسي في كتاب الإحتجاج: انه (عليه السلام) قال لمروان بن الحكم أيضا: " وعلامة قولي فيك أنك إذا غضبت سقط رداؤك عن منكبك ". قال الراوي: فوالله ما قام مروان من مجلسه حتى غضب فانتقض رداؤه عن عاتقه. (2) أنظر إلى هذا الغضب المقدس الذي أطلقه الحسين (عليه السلام) في وجه طاغية من طغاة بني أمية وأمرائهم المتجبرين. وبهذا إعرف صفة الشجاعة الحسينية وعظمة إمامك أيها المسلم الموالي لأهل البيت (عليهم السلام).
وللإمام علي (عليه السلام) في وصف الشجاعة كلمة رائعة، يقول: " شجاعة الرجل على قدر همته، وغيرته على قدر حميته. " وهنا هل علمت أين تضع شجاعتك وغضبك؟ إياك إياك أن تضعها في وجه أخيك المنافس لك في أمر أو المقلد لمرجع غير مرجعك أو ما شابه ذلك.
علما ان الحسين (عليه السلام) لم يكن ليضع شجاعته (عليه السلام) في وجه عدوه - مروان - لو لم يكن هذا الخسيس يضع إهانته في وجه الحسين (عليه السلام)، مما نستفيد أن الغضب لا يكون مطلوبا في وجه العدو إلا إذا كان العدو بادئا في الإساءة وكان المؤمن مدافعا عن الحق الأهم.
* الدروس المستفادة هنا:
1 - لابد لذي العزة والكرامة أن يعد لنفسه قوة بدنية وشجاعة قلبية مسبقة للمبادرة إلى الدفاع عن شخصيته عند اللزوم.
2 - الغضب ضرورة أخلاقية مقدسة عند الدفاع عن الحق في وجه الظالمين.
E / في أسلوب الخطاب والتحدث قيل لمعاوية: إن الناس قد رموا أبصارهم إلى الحسين.. فلو قد أمرته يصعد المنبر

١ - الاحتجاج: ١٥٣. والمناقب، لابن شهرآشوب 4: 51.
2 - الإحتجاج / ج 2 ص 24
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»