قال: " نعم ".
قلت: سقط الإسناد بيني وبينك. (1) نعم... لا فرق لشهيد قدم حياته البدنية لدينه الحق كونه يحدثك في عالم الشهود، أو في عالم الغيب والرؤيا، إنه حي بحياة الله الذي قال * (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) * (2) هكذا حصل الراوي من الحسين (عليه السلام) تأكيدا على صحة ذلك الحديث مباشرة دون واسطة سندية، وذلك عندما صدقه الحسين في رؤياه على ما سمعه في اليقظة.
إن هؤلاء - أيها المسلم - هم أئمتنا الذين طهرهم الله من الرجس ليكونوا لنا مطهرين من كل رذيلة. فالبكاء على مظلوميتهم مبدؤه المعرفة بمقامهم، ومنتهاه الجنة، وما بينهما التزام بنهجهم الإلهي الخالص. أليس الله قد أمرنا أن نكون مع الصادقين؟
* الدروس المستفادة هنا:
1 - إذا صدر عنك كلام فصدقه ولا تنكر.
2 - في العلاقات مع الناس لابد من التحقيق والتبيين في كل خبر، فكم من أخبار يتناقلونها وهي مليئة بسموم الغيبة والبهتان والكذب (أو الصدق المبتور)!.
3 - من الجيد في معرفة الحقائق الوصول إلى أقرب مصدر لها دون الاعتماد المطلق على الواسطات إذا كان الطريق فوقها سالكا.
E / في إستمرارية الوفاء وثبات المحبة علمنا الحسين (عليه السلام) أن الوفاء لا يقف عند حد الحضور العضوي للفرد، بل لابد أن يستمر باستمرار القيم الأخلاقية الخالدة، فالموت لا يميتها ولا يقطع حبل الوفاء.
أنظر كيف كان بين الإمام الحسين (عليه السلام) وأخيه الإمام الحسن (عليه السلام) إتحاد في العقيدة والأخلاق والسلوك السياسي والاجتماعي، أليس قال عنهما جدهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنهما " إمامان قاما أو قعدا " فعلى فرض أن الحسين كان في موقع الحسن كان يهادن معاوية