اغمي عليها ثم أفاقت ورأت الدار خالية من علي فسألت عنه فأجابت فضة مع سائر الناس بأن القوم أخذوا ابن عمك وجروه الى البيعة فلما سمعت فاطمة تجلببت بجلبابها وأتزرت بازارها وأخذت بيد شبليها الحسن والحسين مع لمة من نسائها ومشت وراء أمير المؤمنين لتستنقذه من أيدي الكفرة حتى وصلت الى باب المسجد ونظرت الى منبر أبيها رسول الله وأبوا بكر جالس عليه وعلي مكشوف الرأس تحت المنبر و السيف بيد عمر وقال بايع خليفة رسول الله وإلا ضربت عنقك يا علي فصاحت الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء يا أبتاه للشيخ الصالح الكواز الحلي الواثبين لظلم آل محمد ومحمد ملقي بلا تكفين والقائلين لفاطم اذيتنا من طول نوح دائم وحنين والقاطعين اراكه كيما تلقى بظل أوراق لها وغصون ومجمعي حطب على البيت الذي لم يجتمع لولاة شمل الدين والداخلين على البتول بيتها والمسقطين لها أعز جنين والقائدين امامهم بنجاده والطهر تدعوا خلفهم برنين خلوا ابن عمي أو لأكشف في الدعا رأسي وأشكوا للاله شجوني ما كان ناقة صالح وفصيلها بالفضل عند الله الا دوني ورنت الى القبر الشريف بمقلة عبرى وقلب مكمد محزون ابتاه هذا السامري وعجله تبعا ومال الناس عن هرون أي الرزايا اتقي بتجلدي هو في النوائب مصيبت قريني فقدي أبي أم غصب بعلي حقه أم كسر ضلعي أم سقوط جنيني أم أخذهم إرثي وفاضل نحلتي أم جهلهم حقي وقد عرفوني قهروا يتيميك الحسنين وصنوه وأسئلهم وقد نهروني احتجاج الطبرسي روي عن الصادق أنه قال لما استخرج أمير المؤمنين صلوات الله عليه من منزله خرجت فاطمة عليها السلام فما بقيت هاشمية إلا خرجت معها حتى انتهت قريبا من القبر فقالت خلوا عن ابن عمي فوالذي بعث محمدا بالحق لئن لم تخلوا عنه لأنشرن شعري ولأضعن قميص رسول الله على رأسي ولأصرخن الى الله تبارك وتعالى فما ناقة صالح بأكرم على الله مني ولا الفصيل بأكرم على الله من ولدي قال سلمان رضي الله عنه كنت قريبا منها فرأيت والله أساس حيطان المسجد مسجد رسول الله تقلعت من أسفلها
(٨٣)