واول خلقه كمال يلبسها النبي ثم يلبس بعدها خلقته النبوة والرسالة وكم تقرء في الدعاء فتقول إني أسألك بإسمك الأعظم الذي خلقت به كل شئ وكتبته على كل شئ وإن عظمة الولي من عظمة النبي وعظمة النبي من عظمة الرب العلي لأنه آية الله وكلمته النبي وآية النبي وكلمة الله و كلمة النبي وناديت وحي الله ووارث النبي وبه يتم توحيد الله و دين النبي وبيان هذا الشأن العظيم إنه أخذ العهد على الأرواح و جعل له الولاية المطلقة من الأزل ولم تزل حتى أخذ الله العهد على النبي في ليلة المعراج أن ينصبه وجعله وليا وإماما يوم الغدير على الشاهد والغائب كما نطق به التنزيل ثم أمر رسوله بالبليغ فيه فقال بلغ ما أنزل اليك من ربك ثم أكد ذلك بالتهديد فقال و إن لم تفعل فما بلغت رسالته لكنك بلغت فأنت فاعل فقد بلغ فما معناه هذا رمز بدل على شرف الولاية وإنه لاقبول للأعمال قلت أم جلت الأبهى والمراد إنهم لم يؤمنوا بعلي فلا ينفعهم إسلامهم فكأن الرسالة لم تبلغهم فعلم إنه من لم يؤمن بعلي لم يؤمن بمحمد ومن لم يؤمن بمحمد لم يؤمن بالله لأن الإقرار بالولاية يستلزم الإقرار بالنبوة والإقرار بالنبوة يستلزم الإقرار بالتوحيد وكذا إنكار الولاية يستلزم إنكار النبوة وإنكار التوحيد بتوقف الإثنين عن الولاية أقول إن كون الولاية فوق مرتبة النبوة أظهر من الشمس وأبين من الابن كما ذكرناه وحققناه في كتابنا نور الأنوار ومن اراد التحقيق فليرجع حتى لا يكون للغافلين قال رسول الله من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية إكمال الدين عن أحمد بن عمر الخلال قال قلت لأبي الحسن الرضا (ع) انا روينا عن ابي عبد الله إنه قال إن الأرض لا تبقى بغير إمام أو تبقى والإمام فيها فقال معاذ الله لا تبقى ساعة إذا لساخت عن علي بن حمزة عن ابي بصير قال قال أبو عبد الله (ع) في قول الله عز وجل هو الذي ارسل رسوله بالهدى
(٢٨٧)