نهض يمشي متوكئا عليهما وهو يرتعد من شدة المرض وسار حتى دخل على أمير المؤمنين فلما نظر الى أمير المؤمنين انزعج لذلك وقال يا عم ما جاء بك وانت على هذه الحالة فقص عليه القصة وما فعل معه عمر من قلع الميزاب وتهدده من يعيده الى مكانه وقال له يابن اخي انه كان لي عينان انظر بهما فغمضت احديهما وهي رسول الله فبقيت الاخرى وهي انت يا علي وما اظن ان اظلم ويزول ما شرفني به رسول الله وانت لي فانظر في امري فقال له يا عم ارجع الى بيتك فترى ما يسرك ان شاء الله تعالى ثم نادى يا قنبر علي بذي الفقار فتقلده ثم خرج الى المسجد والناس حوله وقال يا قنبر اصعد فرد الميزاب الى موضعه وقال علي وحق صاحب هذا القبر والمنبر لئن قلعه قالع لاضربن عنقه وعنق الامر له بذلك ولا صلبنهما في الشمس حتى يفتدوا فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فنهض ودخل المسجد ونظر الى الميزاب فقال لا يغضب احدابا الحسن فيما فعله ونكفر عنه عن اليمين فلما كان من الغداة مضى أمير المؤمنين الى عمه العباس فقال له كيف اصبحت يا عم قال بافضل النعم ما دمت لي يابن اخي فقال له يا عم طب نفسا وقر عينا فوالله لو خاصمني اهل الارض في الميزاب لحطمتهم ثم لقتلتهم بحول الله وقوته ولا ينالك ضيم يا عم فقام العباس فقبل ما بين عينيه وقال يابن اخي ما خاب من انت ناصره فكان هذا فعل عمر بالعباس عم رسول الله وقد قال في غير موطن وصية منه في عمه العباس ان عمي العباس بقية الاباء والاجداد فاحفظوني فيه كل في كنفي و وانا في كنف عمي العباس فمن اذاه فقد اذاني ومن عاداه فقد عاداني سلمه سلمي وحربه حربي وقد اذاه عمر في ثلاثة مواطن ظاهرة غير خفية منها قصة الميزاب ولولا خوفه من علي لم يتركه على حاله اقول ان أمير المؤمنين ما حلف حلفا شديدا في زمان غصب الخلافة الا في المقامين احدهما قلع عمر ميزاب عم رسول الله والاخر انه إذا اراد عمر ان ينبش قبر فاطمة عليها السلام
(٢٥١)