سوق عكاظ أو نازعه فيه ومن اخذ منه وانا برئ منه وعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين فلم يكترث عمر بذلك وحسد العباس على دخل سوق عكاظ وغصبه منه ولم يزل العباس متظلما الى حين وفاته ومنها ان النبي كان جالسا في مسجده يوما وحوله جماعة من الصحابة إذ دخل عليه عمه العباس وكان رجلا صبيحا حسنا حلو الشمائل فلما راه النبي قام إليه واستقبله وقبل ما بين عينيه ورحب به واجلسه الى جانبه فانشاء العباس ابياتا في مدحه فقال النبي جزاك الله يا عم خيرا ومكافاتك على الله تعالى ثم قال معاشر الناس احفظوني في عمي العباس وانصروه ولا تخذلوه ثم قال يا عم اطلب مني شيئا اتحفك به على سبيل الهداية فقال يابن اخي اريد من الشام الملعب ومن العراق الحيرة ومن هجر الخط و كانت هذه المواضع كثيرة العمارة فقال له النبي حبا وكرامة ثم دعا عليا فقال اكتب لعمك هذه المواضع فكتب له أمير المؤمنين كتابا بذلك واملى رسول الله واشهد الجماعة الحاضرين وختم النبي بخاتمه و قال يا عم ان يفتح الله تعالى هذه المواضع فهي لك هبة من الله تعالى و رسوله وان فتحت بعد موتي فاني اوصي الذي ينظر بعدي في الامة بتسليم هذه المواضع اليك ثم قال معاشر المسلمين ان هذه المواضع المذكورة لعمي العباس فعلى من يغير عليه أو يبدله أو يمنعه ويظلمه لعنه الله ولعنة اللاعنين فيناوله الكتاب فلما ولى عمر وفتح هذه المواضع المذكورة واقبل عليه العباس بالكتاب فلما نظر فيه دعا رجلا من الشام وسئله عن الملعب فقال يزيد ارتفاعه على عشرين الف درهم ثم سئل عن الاخرين فذكر له ان ارتفاعهما يقوم بمال كثير فقال يا ابا الفضل ان هذا المال كثيرة لا يجوز لك اخذه من دون المسلمين فقال العباس هذا كتاب رسول الله يشهد لي بذلك قليلا كان أو كثيرا فقال عمر والله ان كنت تساوي المسلمين في ذلك والا فارجع من حيث اتيت فجرى بينهما كلام كثير غليظ فغضب عمر وكان سريع الغضب فاخذ الكتاب من العباس ومزقه وتفل فيه ورمى به في وجه العباس
(٢٥٤)