بعد خروجه الى عامله بمصر يامره بقتل محمد بن ابي بكر إذا صار إليه و دفع الكتاب الى عبد من عبيده فركب العبد راحلته وسار نحو مصر بالكتاب مسرعا ليدخل مصر قبل دخول محمد بن ابي بكر فقيل ان العبد يركض فنظر إليه القوم الذين مع محمد فاخبروا محمدا بذلك فبعث خلفه خيلا فاخذوه وارتاب به محمد فلما ردوه إليه وجد الكتاب معه فقراه وانصرف راجعا مع القوم والعبد والراحلة معهم فثاروا على عثمان في ذلك فقال اما العبد فعبدي والراحلة راحلتي وختم الكتاب ختمي وليس الكتاب كتابي ولا امرت به وكان الكتاب بخط مروان فقيل له ان كنت صادقا فادفع الينا مروان فهذا خطه وهو كتابك فامتنع عليهم فحاصروه وكان ذلك سبب قتله فسحقا وبعدا لهم جميعا فانهم كانوا كافرين ومنها انه جمع ما كان عند المسلمين من صحف القرآن وطبخها بالماء على النار وغسلها ورمى بها الا ما كان عند ابن مسعود فانه امتنع من الدفع إليه فاتى إليه فضربه حتى كسر له الضلعين فحمل من من موضعه ذلك فبقى عليلا حتى مات وهذه بدعة عظيمة لان تلك الصحف ان كان فيها زيادة اما في ايدي الناس وقصد لذهابه ومنع الناس منه فقد حق عليه قوله تعالى افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك ذلك منكم الا خزي في الحيوة الدنيا ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب وما الله بغافل عما يعملون هذا ملح ما يلزم انه لم يترك ذلك ويطرحه تعمدا الا وفيه ما قد كرهه ومن كره ما انزل الله في كتابه حبط جميع عمله كما قال الله له ذلك بانهم كرهوا ما انزل الله فاحبط اعمالهم وان تكن في تلك الصحف زيادة عما في ايدي الناس فلا معنى لما فعله وروي عن الاصبغ بن نباته ورشيد الهجري وابي كديبة الاسدي وغيرهم من اصحاب علي باسانيد مختلفه قالوا كنا جلوسا في المسجد إذ خرج علينا أمير المؤمنين من الباب الصغير يهوي بيده عن يمينه يقول اما ترون ما ارى قلنا يا أمير المؤمنين وما الذي ترى قال
(٢٢٨)