فاطمة والمفضلات من النساء - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٢٣١
وصافحت من دهري وجوه البوائق أم أعطيه من نفسي نصيحة وامق لشيخ يخاف الموت في كل شارق.
تطاول ليلي بالهموم الطوارق أأخدعه والخدع مني سجية أم أقعد في بيتي وفي ذاك راحة.
فلما أصبح دعا مولاه وردان، وكان عاقلا فاستشاره في ذلك فقال له وردان: إن مع علي الآخرة ولا دنيا معه وهي لا تبقى لك ولا تبقى فيها. (1)

(١) قد يتصور أحد ان قول وردان: ان مع علي آخرة ولا دنيا معه... الخ.
أنه قول صحيح، ولكن الحقيقة انه غير صحيح، لأنه مع علي الدنيا والآخرة، ومن هنا قال علي (ع) في كتابه إلى محمد بن أبي بكر وإلى أهل مصر حينما كان محمد واليا عليها من قبله: وأعلموا عباد الله ان المؤمنين المتقين قد ذهبوا بعاجل الخير واجله. شركوا أهل الدنيا في دنياهم ولم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم، يقول الله عز وجل " قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة " [الأعراف / ٣٣].
= = سكنوا الدنيا بأفضل ما سكنت وأكلوها بأفضل ما أكلت. شاركوا أهل الدنيا في دنياهم فأكلوها من أفضل ما يأكلون وشربوا من أفضل ما يشربون ويلبسون من أفضل ما يلبسون أصابوا لذة أهل الدنيا مع أنهم غدا جيران الله عز وجل يتمنون عليه لا يرد لهم دعوة ولا ينقص لهم لذة. أما في هذا ما يشتاق إليه من كان له عقل واعلموا عباد الله أنكم إذا اتقيتم ربكم، وحفظتم نبيكم في أهل بيته فقد عبدتموه بأفضل ما عبد، وشكرتموه بأفضل ما شكر، وأخذتم بأفضل الصبر، وجاهدتم بأفضل الجهاد... الخ.
(راجع شرح نهج البلاغة) ج 2 ص 26.
(٢٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 ... » »»