فاطمة والمفضلات من النساء - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٢٣٢
وان مع معاوية دنيا لا آخرة معه وهي التي لا تبقى لك ولا لأحد فاختر لنفسك أيهما تختار فتبسم عمرو وأنشأ يقول:
لقد أصاب الذي في القلب وردان بحرص نفسي وفي الأطباع أدهان والمرء يأكل تبنا وهو غرثان دنيا وذاك له دنيا وسلطان وما معي بالذي اختار برهان وفي أيضا لما أهواه ألوان وليس يرضى بذل العيش إنسان.
يا قاتل الله وردانا وفطنته لما تعرضت الدنيا عرضت لها نفسي تعف وأخرى الحرص يغلبها أما علي فدين ليس يشركه فاخترت من طمعي دنيا على بصري إني لأعرف ما فيها وأبصره لكن نفسي تحب العيش في شرف.
ثم أرتحل عمرو بن العاص، فمنعه ابنه عبد الله وعبده وردان فلم يمتنع وفي رواية أنشأ ابنه عبد الله يقول:
ولا أنت الغداة إلى الرشاد وأنت بذاك من شر العباد.
ألا يا عمرو ما أحرزت نصرا أبعت الدين بالدنيا خسارا.
يقول أخطب خوارزم في روايته: فلما بلغ عمرو مفرق الطريقين طريق الشام وطريق العراق قال له وردان: طريق العراق طريق الآخرة وطريق الشام طريق الدنيا فأيهما تسلك؟ قال طريق الشام.
نعم هكذا اختار عمرو الدنيا على الآخرة بعد تفكيره بعين الهوى وحب الدنيا لا بعين العقل وحب الآخرة الباقية، وعلى علم بأحقية علي أمير المؤمنين (ع) وبباطل معاوية طبقا لقوله تعالى: " أفرأيت من اتخذ إلهه
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»