بقدر ما تعطي للشأن والنشاط التجاري والصناعي.
والآن حسنا فعلت حين خلصت للجانب الفكري وحده.. وذلك إثر تلك الحقبة الطويلة من حياتك التي مزجت فيها ببين الجانبين التجاري والفكري.
ومن الثوابت أن الانتاج الفكري لم يعد محصورا أو مقصورا على مرحلة عمرية معينة، وإنما يمكن القول إن العطاء الفكري في مرحلة الشيخوخة ربما يكون هو الأجدى والأوفى، وذلك بحكم عمق التجربة واتساع آفاق المعرفة لدى الانسان في مثل هذه المرحلة.
على أني فوق ذلك أرى أن كل من حالفه التوفيق في ممارسة العمل المعرفي والفكري.. لا يمكنه إلا مواكبة هذا العمل ومتابعة مشواره فيه.. لذلك أتوقع أن يرفد الشاكري المكتبة الاسلامية في مستقبل عمره المديد بمزيد من العطاء بالانتاج الفكري النافع والهادف.. حقق الله تعالى فيك الآمال.. وداعيا أن يسدد الله خطاك ويمد في عمرك لإكمال مشوارك العلمي، وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم... وإيمان رصين..
جدة - 28 / صفر / 1418 ه محمود المظفر