كان علي بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام، فقال: يا أمير المؤمنين إني أسألك عن أشياء.
فقال: سل تفقها، ولا تسأل تعنتا، فأحدق الناس بأبصارهم.
فقال: أخبرني عن أول ما خلق الله تعالى؟ فقال: عليه السلام خلق النور.
قال: فمم خلقت السماوات؟ قال عليه السلام: من بخار الماء.
قال فمم خلقت الأرض؟ قال عليه السلام: من زبد الماء.
قال: فمم خلقت الجبال؟ قال من الأمواج.
قال: فلم سميت مكة أم القرى؟ قال عليه السلام: لان الأرض دحيت من تحتها.
وسأله عن السماء الدنيا مما هي؟ قال عليه السلام: من موج مكفوف.
وسأله عن طول الشمس والقمر وعرضهما؟
قال: تسع مائة فرسخ في تسع مائة فرسخ.
وسأله كم طول الكوكب وعرضه؟ قال: اثنا عشر فرسخا في مثلها 1.
وسأله عن ألوان السماوات السبع وأسمائها؟
فقال له: اسم السماء الدنيا: رفيع، وهي من ماء ودخان واسم السماء الثانية: فيدوم 2، وهي على لون النحاس والسماء الثالثة اسمها: الماروم 3، وهي على لون الشبه والسماء الرابعة اسمها: أرفلون، وهي على لون الفضة والسماء الخامسة اسمها: هيعون، وهي على لون الذهب والسماء السادسة اسمها: عروس، وهي ياقوتة خضراء والسماء السابعة اسمها عجماء، وهي درة بيضاء.
وسأله عن الثور ما باله غاض طرفه لم يرفع رأسه إلى السماء؟
قال عليه السلام: حياء من الله عز وجل، لما عبد قوم موسى العجل نكس رأسه.
وسأله عن من جمع بين الأختين؟ فقال عليه السلام: يعقوب بن إسحاق جمع بين حبار وراحيل
____________________
(1) خ ل: في اثنا عشر فرسخا. (2) خ ل: قيدرا - قيذوم. (3) خ ل: الهاروم - المارون.