ربنا اللطيف به لطف ربوبيته، وبعلم خبره فتق، وباحكام قدرته خلق جميع ما خلق، فلا مبدل لخلقه، ولا مغير لصنعه، ولا معقب لحكمه، ولا راد لا مره، ولا مستزاح عن دعوته.
خلق جميع ما خلق، ولا زوال لملكه، ولا انقطاع لمدته، فوق كل شى علا، ومن كل شى دنا، فتجلى لخلقه من غير ان يكون يرى، وهو بالمنظر الاعلى.
احتجب بنوره، وسما في علوه، فاستتر عن خلقه، وبعث إليهم شهيدا عليهم، وبعث فيهم النبيين، مبشرين ومنذرين، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حي عن بينة، وليعقل العباد عن ربهم ما جهلوه، فيعرفوه بربوبيته بعد ما أنكروه.
والحمد لله الذي أحسن الخلافة علينا أهل البيت، وعنده نحتسب عزانا في خير الاباء رسول الله صلى الله عليه واله، وعند الله نحتسب عزانا في أمير المؤمنين عليه السلام، ولقد أصيب به الشرق