نصره، بعثني إليكم يدعوكم إلى الصواب وإلى العمل بالكتاب والجهاد في سبيل الله، وان كان في عاجل ذاك ما تكرهون، فان في اجله ما تحبون، ان شاء الله.
وقد علمتم ان عليا صلى مع رسول الله صلى الله عليه واله وحده، وانه يوم صدق به لفي عاشرة من سنه، ثم شهد مع رسول الله جميع مشاهده، وكان من اجتهاده في مرضات الله وطاعة رسوله وإثارة الحسنة في الاسلام ما قد بلغكم.
ولن يزل رسول الله راضيا عنه حتى غمضه بيده وغسله وحده، والملائكة أعوانه والفضل ابن عمه ينقل إليه الماء، ثم ادخله حفرته وأوصاه بقضاء دينه وعداته، وغير ذلك من من الله عليه.
ثم والله ما دعاهم إلى نفسه، ولقد تداك الناس عليه تداك الإبل الهيم عند ورودها، فبايعوه طائعين، ثم نكث منهم ناكثون، بلا حدث أحدثه ولا خلاف اتاه، حسدا له وبغيا عليه.