زوجات النبي (ص) - سعيد أيوب - الصفحة ٩٢
قريظة. وعندما حاصرهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أشد الحصار.
بعثوا إليه: يا محمد نخرج من بلادك فأعطنا مالنا. فقال: لا ولكن تخرجون ولكم ما حملت الإبل. فلم يقبلوا ذلك. فبقوا أياما ". ثم قالوا:
نخرج ولنا ما حملت الإبل، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لا ولكن تخرجون ولا يحمل أحد منكم شيئا ". فمن وجدنا معه شيئا " من ذلك قتلناه. فخرجوا على ذلك. وروي عن ابن عباس: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم حاصرهم حتى بلغ منهم كل مبلغ، فأعطوه ما أراد منهم، فصالحهم على أن يحقن دمائهم وأن يخرجهم من أرضهم وأوطانهم وأن يسيرهم إلى أذرعات بالشام. وجعل لكل ثلاثة منهم بعيرا " وسقاء. فخرجوا إلى أذرعات بالشام وأريحا إلا أهل بيتين منهم: آل أبي الحقيق، وآل حيي بن أخطب. فإنهم لحقوا بخيبر. ولحقت طائفة منهم بالحيرة (1).
أما بنو قريظة. فقد كانوا على الصلح والسلم حتى وقعت غزوة الخندق. وبداية الغدر صنعها حيي بن أخطب رئيس بني النضير الذي سمح له أن ينزل بخيبر. وروي أن حيي بن أخطب كان قد ركب إلى مكة.
وحث قريشا " على النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وحزب الأحزاب.
وركب إلى بني قريظة وجاءهم في ديارهم يوسوس إليهم ويلح عليهم لنقض العهد ومناجزة النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وعندما رضوا بما قاله لهم اشترطوا عليه أن يدخل في حصنهم فيصيبه ما أصابهم فقبل ودخل. فنقضوا العهد ومالوا إلى الأحزاب الذين حاصروا المدينة، ولقد روى كثير من المفسرين غدر بني قريظة وما حدث يوم الخندق منه ما روي عن محمد بن كعب القرظي وغيره من أصحاب السير. قالوا: كان من حديث الخندق. أن نفرا " من اليهود منهم سلام بن أبي الحقيق وحيي بن أخطب في جماعة من بني النضير الذين أجلاهم رسول الله صلى الله عليه

(1) تفسير الميزان 207 / 19.
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»
الفهرست