النص على أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٣٥
الله " (1).
* أقول: تقدم غير هذه الاحتجاجات في مطلع الكتاب عند ذكر تصريحات الصحابة في أحقية أمير المؤمنين عليه السلام بالخلافة، فلا تغفل.
* الامر الخامس: ان كثيرا من الروايات قرنت حديث الغدير بحديث الثقلين، وهذا يدل على أن الله امر رسوله ان يوصي الأمة بالقرآن وأهل بيته كخليفتين يرجع إليهم المسلمين بعد وفاة الرسول الأعظم كما في تعابير أحاديث الثقلين الآتية مفصلا.
كما عن الطحاوي قال (صلى الله عليه وآله): " يا ايها الناس ألستم تشهدون ان الله ربكم؟ " قالوا: بلى.
قال: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اني قد تركت فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا بعدي، كتاب الله بأيديكم وأهل بيتي " (2).
وفي رواية أخرى زاد على ما تقدم: ".. ان الله مسائلكم كيف خلفتموني في كتابه وأهل بيتي، ثم قال: أيها الناس من أولى بالمؤمنين ".
قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: " ان أولى الناس بالمؤمنين اهل بيتي قال ذلك ثلاث مرات، ثم قال في الرابعة وأخذ بيد علي: اللهم فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه يقولها ثلاث مرات ألا فليبلغ الشاهد الغائب " (3).
وأخرج الطبراني وغيره عن زيد بن أرقم قال: " اني قد دعيت فأجبت اني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله وعترتي اهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ان الله مولاي وانا ولي كل مؤمن من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " (4).

١ - مناقب الكوفي: ١ / ٤١٤ ح ٣٢٧.
٢ - مشكل الآثار: ٢ / ٣٠٧ ط. دكن ١٣٣٣، ومطالب السؤول: ١٦ عن الترمذي.
٣ - الفصول المهمة: ٤٠ مؤاخاته للرسول وسبب تسميته أبا تراب.
٤ - المعجم الكبير: ٥ / ١٦٧ - ١٨٢ ح ٤٩٧١ - ٥٠٢٨ ترجمة زيد بن أرقم ما روى عنه أبو الطفيل ويزيد بن حيان، وكنز العمال: ١ / 187 ح 953 و 186 ح 950 الباب الثاني - الاعتصام بالكتاب والسنة ط. ب.
(٣٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 ... » »»