القول العطر في نبوة سيدنا الخضر - حسن بن علي السقاف - الصفحة ١٦
ثانيها: لا يجوز أن يدرك الخضر - وهو ولي - أن الغلام سيرهق أبويه كفرا، ولا يدرك موسى وهو نبي.
ثالثها: لا يجوز أن يكون الولي - ولو بلغ أعلى درجات الولاية - أعلم من النبي.
رابعها: لو فعل ما فعله عن إلهام كما يقال، لوجب عليه القصاص في قتل الغلام ودفع قيمة تعييب السفينة، ولا تعفيه ولايته من ذلك: لكن شيئا من ذلك لم يحصل، فدل على أنه كان يفعل بوحي تشريع.
خامسها: أن تعليله لما فعل بقوله (فأردت أن أعيبها) (فأردنا أن يبدلهما ربهما) (فأراد ربك أن يبلغا أشدهما) يدل على أنه واثق من نتيجة عمله، جازم بها، وهي غيب لا يدرك إلا بوحي نبوة. ولو كان إلهاما لقال: فرجوت أن يكون كذا، ولم يجزم أبدا بحال.
سادسها: لو لم يكن نبيا يوحى إليه، لم يدرك بمجرد الالهام أن الله أراد أن يبلغ اليتيمان أشدهما، ويستخرجا كنزهما.
سابعها: قوله لموسى عليه السلام - بأسلوب الواثق المتأكد مما يقول (إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا) هذا وهو يعلم أن موسى رسول بني إسرائيل كما ثبت في الصحيحين وغيرهما. فلولا أنه نبي يعلم أنه على شريعة لا يعرفها موسى، ما تجرأ على مخاطبته بهذا الأسلوب اعتمادا على مجرد الالهام الذي يناله الأولياء! فضلا عن رسول كريم.
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»
الفهرست