الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب - السيد فخار بن معد - الصفحة ٣٢٦
الاجل (1). فقال:
أوصى بنصر نبي الخير أربعة * ابني عليا " وشيخ القوم عباسا (2) - وأيم الله كأني انظر إلى صعاليك العرب. وأهل البر في الأطراف والمستضعفين من الناس قد أجابوا دعوته، وصدقوا كلمته، وعظموا امره فخاض بهم غمرات الموت فصارت رؤساء قريش وصناديدها أذنابا، ودورها خرابا، وضعفاؤها أربابا، وإذا أعظمهم عليه أحوجهم إليه، وأبعدهم منه أحظاهم عنده قد محضته العرب ودادها وأعطته قيادها، دونكم يا معشر قريش، كونوا له ولاة، ولحزبه حماة، والله لا يسلك أحد منكم سبيله الأرشد، ولا يأخذ أحد بهديه الا سعد) ا ه‍.
فانظر هذه الوصية بعين الانصاف تجدها لعمري من جوامع الكلم تضمنت من مكارم الأخلاق منتهاها، ثم المح ببصرك نحو قوله: (أوصيكم بتعظيم هذه البنية، فان فيها مرضاة للرب) وقوله: (قد جاء بأمر قبله الجنان، وأنكره اللسان) أفهل يصدر ذلك الا ممن ملئ قلبه ايمانا " وتصديقا " بالنبوة؟ وقد ذكر هذه الوصية - أيضا - ابن حجة الحموي في كتابه ثمرات الأوراق بهامش المستطرف ج 2 ص 9 طبع مصر سنة 1315 عن كتاب الروض الأنف للسهيلي، عن هشام ابن سائب بتغيير يسير، وأوردها أيضا العلامة الدحلاني في أسنى المطالب ص 5 وفي السيرة النبوية بهامش السيرة الحلبية ج 1 ص 93 طبع مصر سنة 1308 باختلاف يسير (ثم قال): فانظر واعتبر أيها الواقف على هذه الوصية كيف وقع جميع ما قاله أبو طالب بطريق الفراسة الصادقة الدالة على تصديقه النبي - صلى الله عليه وآله - (ثم ذكر) هو والحلبي في السيرة، وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص عن طبقات ابن سعد انه لما حضرته الوفاة دعا بني عبد المطلب فقال لهم لن تزالوا بخير ما سمعتم من محمد وما اتبعتم امره فأطيعوه ترشدوا). (م. ص) (1) في ص و ح: (وأنشأ يقول).
(2) (رواها ابن شهرآشوب المازندراني في المناقب، عن مقاتل بزيادة - (*)
(٣٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 ... » »»