الرشيد، حدثني المهدي، حدثني المنصور، حدثني أبي، حدثني عبد الله بن عباس، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: كفوا عن ذكر علي بن أبي طالب عليه السلام فقد رأيت من رسول الله صلى الله عليه وآله فيه خصالا لان تكون لي واحدة منهن في آل الخطاب أحب إلي مما طلعت عليه الشمس.
كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فانتهيت إلى باب أم سلمة وعلي قائم على الباب فقلنا: أردنا رسول الله صلى الله عليه وآله.
فقال عليه السلام: يخرج إليكم. فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله فسرنا إليه فاتكا على علي بن أبي طالب عليه السلام ثم ضرب بيده منكبه ثم قال: إنك مخاصم تخاصم، أنت أول المؤمنين إيمانا، وأعلمهم بأيام الله، وأوفاهم بعهده، وأقسمهم بالسوية، وأرأفهم بالرعية، وأعظمهم رزية، وأنت عاضدي وغاسلي ودافني، والمتقدم إلى كل شديدة وكريهة، ولن ترجع بعدي كافرا، وأنت تتقدمني بلواء الحمد، وتذود عن حوضي (1).
ورواه غير واحد من أعلام الحديث والتاريخ، كالإسكافي (2) وابن عساكر (3) وابن أبي الحديد (4) والسيوطي (5)، وزادوا: أبشر - يا علي بن أبي طالب - إنك مخاصم، وإنك تخصم الناس بسبع لا يجاريك أحد في واحدة منهن. وزاد خطيب خوارزم (6) ومحب الدين الطبري (7) ما لفظه: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.