الأئمة الإثني عشر - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٢٢٢
وأما الحل: فإن أسباب غيبته، واضحة لمن أمعن فيما ورد حولها من الروايات، فإن الإمام المهدي - عليه السلام - هو آخر الأئمة الاثني عشر الذين وعد بهم الرسول، وأناط عزة الإسلام بهم، ومن المعلوم أن الحكومات الإسلامية لم تقدرهم، بل كانت لهم بالمرصاد، تلقيهم في السجون، وتريق دماءهم الطاهرة، بالسيف أو السم، فلو كان ظاهرا، لأقدموا على قتله، إطفاء لنوره، فلأجل ذلك اقتضت المصلحة ان يكون مستورا عن أعين الناس، يراهم ويرونه ولكن لا يعرفونه، إلى أن تقتضي مشيئة الله سبحانه ظهوره، بعد حصول استعداد خاص في العالم لقبوله، والانضواء تحت لواء طاعته، حتى يحقق الله تعالى به ما وعد به الأمم جمعاء من توريث الأرض للمستضعفين.
وقد ورد في بعض الروايات إشارة إلى هذه النكتة، روى زرارة قال: سمعت أبا جعفر (الباقر - عليه السلام -) يقول: إن للقائم غيبة قبل أن يقوم، قال: قلت: ولم؟
قال: يخاف. قال زارة: يعني القتل.
وفي رواية أخرى: يخاف على نفسه الذبح (1).

(1) لاحظ كمال الدين، الباب 44 ص 281 الحديث 8 و 9 و 10.
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 ... » »»