الأئمة الإثني عشر - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ١٨٢
ولقد وقع سبط ابن الجوزي في الاشتباه عندما توهم أن اسناد الإمام - عليه السلام - هذا الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مختص بهذا المورد، ولكن الحقيقة غير ذلك، فإن أحاديث أئمة أهل البيت مروية كلها عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، فهم لا يروون في مجال الفقه والتفسير والأخلاق والدعاء إلا ما وصل إليهم عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم عن طريق آبائهم وأجدادهم، ومروياتهم لا تعبر عن آرائهم الشخصية، فمن قال بذلك وتصور كونهم مجتهدين مستنبطين، فقد قاسهم بالآخرين ممن يعتمدون على آرائهم الشخصية، وهو في قياسه خاطئ، فهم منذ نعومة أظفارهم إلى ن لبوا دعوة ربهم لم يختلفوا إلى أندية الدروس، ولم يحضروا مجلس أحد من العلماء، ولا تعلموا شيئا من غير آبائهم، فما يذكرونه من علوم ورثوها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وراثة غيبية لا يعلم كنهها إلا الله سبحانه والراسخون في العلم.
وهذا الإمام جعفر الصادق - عليه السلام - يبين هذا الأمر بوضوح لا لبس فيه، حيث يقول: إن حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، وحديث علي أمير المؤمنين حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وحديث رسول الله قول الله عز وجل (2).

(2) الارشاد 274.
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»