الأئمة الإثني عشر - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ١٥٧
إن هذا وأمثاله، وبالأخص خروج أخ المأمون زيد بن موسى بالبصرة على المأمون، لأنه فوض ولاية العهد لعلي بن موسى الرضا الذي كان في تصوره سيؤدي إلى خروج الامر من بيت العباسيين، كل ذلك وغيره دفع المأمون إلى أن يريح نفسه وقومه من هذا الخطر فدس إليه السم على النحو المذكور في كتب التاريخ.
ومن لطيف ما نقل عن أبي نواس أنه كان ينشد الشعر في كل جليل وطفيف ولم يمدح الإمام، ولما عوتب على ذلك من قبل بعض أصحابه حيث قال له: ما رأيت أوقح منك، ما تركت خمرا ولا طردا ولا معنى إلا قلت فيه شيئا، وهذا علي بن موسى الرضا في عصرك لم تقل فيه شيئا، فقال أبو نواس: والله ما تركت ذلك إلا اعظاما له، وليس قدر مثلي أن يقول في مثله، ثم أنشد بعد ساعة هذه الأبيات:
قيل لي أنت أحسن الناس طرا * في فنون من الكلام النبيه لك من جيد القريض مديح * يثمر الدر في يدي مجتنيه فعلام تركت مدح ابن موسى * والخصال التي تجمعن فيه قلت لا أستطيع مدح إمام * كان جبريل خادما لأبيه وقال فيه - عليه السلام - أيضا:
مطهرون نقيات جيوبهم * تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا من لم يكن علويا حين تنسبه * فما له في قديم الدهر مفتخر الله لما برا خلقا فأتقنه * صفاكم واصطفاكم أيها البشر فأنتم الملأ الأعلى وعندكم * علم الكتاب وما جاءت به السور (1)

(1) ابن خلكان: وفيات الأعيان 3 / 270.
(١٥٧)
مفاتيح البحث: زيد بن موسى (1)، الصّلاة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»