محكما ثابت القواعد له شروطه وأحكامه وليس متعة لهو عابرة.
فالزوجة إذن ليست آلة مستخدمة للرجل وليست وسيلة لإنجاز مهامه وقضاء حوائجه، وليس للرجل عليها أي حق في هذا الباب كما قد أجمعت عليه الروايات والأخبار وأجمع عليه أيضا جميع الفقهاء. وقد ترك الإسلام التعاون القائم بين الزوجين إلى رغبة الزوجين في هذا التعاون واستعدادهم لذلك ولا ريب أن الحب المتبادل والمودة التي جعلها الله بينهما تدفعهما إلى التعاون وتحبب إليهما ذلك التعاون، فهو تعاون متكافئ قائم على أساس الحب والرحمة والإخلاص. وعلى هذا فإن المرأة لا تشعر بأي غضاضة في ذلك فهي مخيرة لا مسيرة ومندفعة لا مدفوعة. وبما أن بيت الزوجية هو مملكة الزوجة الخاصة وعشها السعيد فلا ريب إذن من أن تكون المرأة أكثر اندفاعا لتعمير هذا العش وتشييده من الرجل الذي يكون نطاقه أوسع من البيت وأعم. فالمرأة عندما تشعر أنها هي القائدة الواقعية للبيت وللمجتمع الصغير الذي تحس فيه براحة نفسية إذا أحسنت قيادته وحدها وأثبتت كفاءتها لتلك القيادة التي هي في الواقع بداية لقيادة المجتمع الواسع.