المرأة مع النبي (ص) في حياته وشريعته - الشهيدة بنت الهدى - الصفحة ١١
فهي لا تنسى أبدا ساعة إذ أقبل إليها مودعا، وقد أوشكت القافلة على المسير.
وهي لا تنسى أبدا أيضا تلك الخطوط العريضة الواضحة من الحب والعطف، وهي مرسومة على وجهه المشرق المضئ، ولا تنسى أبدا كيف أنه مكث معها، وكأنه لا يريد أن ينصرف، أو كأنه لا يتمكن من الانصراف حتى أنتزعه إخوته من أمامها انتزاعا، وهم يهونون عليه مدة البعد، ويمزحون معه ويتضاحكون وهي لا تنسى أيضا كيف أنه كان يلتفت نحوها، وهو سائر إلى حيث تنتظره العير.
وفي كل لفتة من لفتاته كانت تقرأ معنى من معاني الحب حين يلتهب، ويشد إنسانا إلى إنسان. كان زوجها المسافر يحس بأنه مخلف وراءه شيئا لم يسبق لغيره من المسافرين أن خلف مثله...
وكان يشعر أن آمنة وهي تحمل له جنينه الغالي، قد بدت لعينيه في تلك اللمحات داخل إطار من نور مقدس، ووسط هالة من الإشعاع السماوي، ولكنه كان مضطرا إلى السفر فسافر وهو على أمل لقاء قريب.
(١١)
مفاتيح البحث: الزوج، الزواج (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»