المرأة مع النبي (ص) في حياته وشريعته - الشهيدة بنت الهدى - الصفحة ١٠
الفائت، وهو يتردد في أعماقها كأروع ما يكون الصدى، وتستمد من ذكرى حبيبها الغائب رصيدا من الشجاعة يساعدها على مر الفراق، فأنى لها الآن بذلك الزوج البار الذي فارقته مرغمة وفارقها مرغما أيضا، وما أحوجها إليه في أيامها هذه التي توشك أن تستقبل فيها قادما جديدا ووليدا عزيزا... ما أحوجها إلى ذلك الحبيب الغائب ليهدهدها بحنانه ويشاركها آمالها وأمانيها وينتظر معها ابنهما البكر، فها هي تكاد تستمع إلى دقات قلب جنينها الغالي وهي سعيدة لذلك لولا سحابة من ألم ظللت سعادتها لبعد الأب الحبيب ولكنها تعود لتقول عسى أن يكون اللقاء قريبا، وهي تأمل أن يصلها خبر قدوم الغائب المنتظر في غضون هذه الأيام.
فعبد الله كما لا تشك آمنة لحظة سوف لا يألو جهدا في الإسراع بالرجوع، وسوف يبذل كل محاولة ممكنة لإنجاز مهمته في أسرع وقت، وقد خلف وراءه في مكة زوجة عروسا تحمل له في أحشائها جنينا وتضم له في قلبها حبا وحنينا، ولهذا فلا تشك آمنة في رغبة زوجها بالأوبة السريعة وفي أنه لن يماطل في سفره ولن يتقاعد عن اللحوق بأهله سريعا مهما طاب له المقام في الخارج،
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 5 6 7 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»