المرأة مع النبي (ص) في حياته وشريعته - الشهيدة بنت الهدى - الصفحة ٢٢
يحتاج إليه غيره من رجال قريش. ويسمع كما يسمع غيره أن خديجة بنت خويلد تفتش عمن يتاجر لها بمالها فيتقدم إليها عارضا عليها استعداده للقيام بهذه المهمة.
وخديجة بنت خويلد تلاقي عرضه بالقبول بل بالرضاء، والاطمئنان فهي تعرف محمد بن عبد الله وتعرف عنه الكثير أيضا، ولم يكن في مكة من لا يعرف محمدا الصادق الأمين.
فخديجة راضية لهذه الشركة ومتفائلة بها خيرا وتدفع له أموالها، وهي واثقة من أنها قد سلمتها ليد أمينة حريصة على أداء الأمانة، ولذلك فقد أخلدت إلى راحة نفسية عميقة وظلت تنتظر رجوع محمد بن عبد الله وغلامها ميسرة الذي أرسلته مع محمد، ورجع محمد ورجع معه ميسرة.
وكان صلوات الله عليه يحمل لها معه الربح الزاكي الوفير وتخلد خديجة بنت خويلد إلى غلامها ميسرة تسأله عمن رافق في السفر وتحلف عليه أن يشرح لها كل ما وجده منه وما رآه عليه، وهي على شبه يقين من أن غلامها سيقص عليها من أمر رفيقه عجبا، وغلامها مندفع يعدد لها مناقب محمد، ويصف لها حركاته وسكناته والإعجاز في
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»