حكي انه لم تفته صلاة الصبح عن وقتها مع انهماكه في اللذات، وانه كان له ثلاثمائة وستون جارية يخلو في كل ليلة من ليالي السنة بواحدة فلا تعود النوبة إليها إلا في مثل تلك الليلة من العام الثاني، وخلف أولادا كثيرة وقصده شعراء عصره ومدحوه.
ومن سعادته انه وزر له وزيران كانا وزيري خليقتين أحدهما أبو القاسم الحسين بن علي الوزير المغربي الذي يأتي ذكره، والآخر فخر الدولة أبو نصر ابن جهير الذي تقدم ذكره في ابن جهير، ولم يزل على سعادته وقضاء أوطاره إلى أن توفى 29 شوال سنة 453 (تنج).
(نصير الدين الطوسي) حجة الفرقة الناجية الفيلسوف المحقق أستاذ البشر وأعلم أهل البدو الحضر محمد بن محمد بن الحسن الطوسي الجهرودي سلطان العلماء والمحققين وأفضل الحكماء والمتكلمين ممدوح أكابر الآفاق ومجمع مكارم الأخلاق الذي لا يحتاج إلى التصريف لغاية شهرته مع أن كل ما يقال فهو دون رتبته.
ولد في 11 جمادى الأولى سنة 597 بطوس ونشأ بها ولذلك اشتهر بالطوسي وكان أصله من چه رود المعروف بجهرود من اعمال قم من موضع يقال له وشارة بالواو المكسورة بعدها الشين المعجمة على وزن عبارة.
قال قطب الدين الإشكوري صاحب كتاب محبوب القلوب في ترجمته انه ولد بطوس ونشأ بها، واشتغل بالتحصيل في العلوم المعقولة عند خاله، ثم انتقل إلى نيشابور، وبحث فريد الدين الداماد، وقطب الدين المصري وغيرهما من الأفاضل الأماجد.
وفي المنقول عند تلميذ والده ووالده تلميذ السيد فضل الله الراوندي وهو تلميذ السيد المرتضى (ره).