الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٣ - الصفحة ١٢٨
فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وأبا بكر عن يمينه، وعمر عن يساره، وعمر بن عبد العزيز بين يديه، فقلت للملك الذي معي: من هذا؟ قال، عمر بن عبد العزيز، قلت، انه لقريب المقعد من رسول الله؟ قال إنه عمل بالحق في زمن الجور وأنهما عملا بالحق في زمن الحق، مات سنة 164، قال نقلته من تاريخ الحافظ ابن عساكر، إنتهى. (1) والمنكدر هو ابن هدير التيمي والد محمد بن المنكدر المعروف الزاهد العابد الذي حكى عنه صاحب المستطرف انه جزء عليه وعلى أمه وعلى أخته الليل أثلاثا فماتت أخته فجزء عليه وعلى أمه فماتت أمه فقام الليل كله، لكن مع هذه العبادة كان قليل المعرفة.
روى الشيخ الكليني (ره) باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان محمد ابن المنكدر كان يقول ما كنت أرى ان علي بن الحسين عليه السلام يدع خلفا أفضل منه حتى رأيت ابنه محمد بن علي عليه السلام فأردت ان أعظه فوعظني فقال له أصحابه بأي شئ وعظك؟
قال: خرجت إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارة فلقيني أبو جعفر محمد ابن علي عليه السلام، وكان رجلا بادنا ثقيلا وهو متكئ على غلامين أسودين أو موليين، فقلت في نفسي سبحان الله شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على

(1) أقول: الظاهر أن ابن خلكان لم يعتن بما حكاه عن الماجشون من رؤيته النبي صلى الله عليه وآله وصاحبيه، وعمر بن عبد العزيز ومقامه وظنه تخييلا له لأنه نقل عن عبد الله بن المبارك في جواب من سأله أيما أفضل معاوية بن أبي سفيان أم عمر بن عبد العزيز؟ انه قال: والله ان الغبار الذي دحل في أنف معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وآله أفضل من عمر بألف مرة، صلى معاوية خلف رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: سمع الله لمن حمده، فقال معاوية ربنا ولك الحمد فما بعد هذا.
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»