هذه الحال في طلب الدنيا اما لأعظنه فدنوت منه فسلمت عليه فرد علي بنهر وهو يتصاب عرقا، فقلت: أصلحك الله شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا أرأيت لو جاءك اجلك وأنت على هذه الحال ما كنت تصنع؟ فقال: لو جاءني الموت وأنا على هذه الحال جاءني وأنا في طاعة من طاعة الله عز وجل اكف بها نفسي وعيالي عنك وعن الناس وإنما كنت أخاف ان لو جاءني الموت وأنا على معصية من معاصي الله، فقلت: صدقت يرحمك الله أردت ان أعظك فوعظتني.
وعن جامع الأصول انه سمع جابر بن عبد الله وأنس بن مالك، وروى عنه الثوري وشعبة ومالك، مات سنة 131 إنتهى.
وله اخوان فقيهان عابدان أبو بكر وعمر ابنا المنكدر، وللمنكدر أخ يقال له ربيعة بن هدير من فقهاء الحجاز قيل له: أي الأعمال أفضل؟ قال إدخال السرور على المؤمن.
(وقد يطلق) الماجشون على ابن أخيه عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة المدني الثقة عند العامة، الذي عده الشيخ (ره) من رجال الصادق عليه السلام، وانه أسند عنه.
وذكره الخطيب في تاريخ بغداد، وذكر أنه سمع ابن شهاب محمد ابن المنكدر وعبد الله بن دينار إلى غير ذلك، وروى عنه جمع كثير، وكان عالما فقيها قدم بغداد فسكنها.
روى أنه حج المنصور فشيعه المهدي فلما أراد الوداع قال: يا بني استهدني، قال: أستهديك رجلا عاقلا، فأهدى له عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون.
توفى سنة 164 في خلافة المهدي وصلى عليه ودفنه في مقابر قريش، وابنه أبو مروان عبد الملك بن عبد العزيز الفقيه المالكي.