الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ٣٥٠
ما أقول في رجل أسر أولياءه مناقبه تقية وكتمها أعداؤه حنقا وعداوة ومع ذلك قد شاع منه ما ملأ الخافقين وقد اخذ منه السيد تاج الدين العاملي هذا المعنى في قوله:
لقد كتمت آثار آل محمد * محبوهم خوفا وأعداؤهم بغضا فأبرز من بين الفريقين نبذة * بها ملا الله السماوات والارضا توفي بمصر آخر رجب سنة 204 (در) ودفن بالقرافة الصغرى، قال المسعودي: حدثني فقير بن مسكين عن المزني وكان سماعنا من فقير بمدينة أسوان بصعيد مصر قال: قال المزني: دخلت على الشافعي غداة وفاته فقلت له كيف أصبحت يا أبا عبد الله قال: أصبحت من الدنيا راحلا ولإخواني مفارقا وبكأس المنية شاربا ولا أدري إلى الجنة تصير روحي فأهنيها أم إلى النار فأعزيها وأنشأ يقول:
ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي * جعلت الرجا مني لعفوك سلما تعاظمني ذنبي فلما قرنته * بعفوك ربي كان عفوك أعظما ذكر ابن خلكان في ترجمة أبي عمرو اشهب بن عبد العزيز الفقيه المالكي المصري المتوفى في (شع) سنة 204: قال ابن عبد الحكم سمعت اشهب يدعو على الشافعي بالموت فذكرت ذلك للشافعي فقال متمثلا:
تمنى رجال ان أموت فان أمت * فتلك سبيل لست فيها بأوحد فقل للذي يبغي خلاف الذي مضى * تزود لأخرى غيرها فكان قد قال: فمات الشافعي فاشترى اشهب من تركته عبدا ثم مات اشهب فاشتريت انا ذلك العبد من تركة اشهب انتهى.
(الشاميون) هم: الشيخ أبو الصلاح وابن البراج وابن زهرة والشيخ سديد الدين محمود
(٣٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 ... » »»