الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ٤٤٩
فلما التقينا بين الضرب أينا * لصفين كان الأضرع المتوانيا ليبك حسينا كلما ذر شارق * وعند غسوق الليل من كان باكيا لحا الله قوما أشخصوهم وغرروا * فلم ير يوم البأس منهم محاميا ولا موفيا بالعهد إذ حمس الوغا * ولا زاجرا عند المضلين ناهيا فيا ليتني إذ كان كنت شهدته * تضاربت عنه الشانئين الأعاديا ودافعت عنه ما استطعت مجاهدا * وأعملت سيفي فيهم وسنانيا (ابن هبيرة) قال ابن قتيبة في المعارف: عمر بن هبيرة بن سعد بن عدي بن فزارة وجده من قبل أمه كعب بن حسان بن شهاب رأس بني عدي في زمانه، ولي العراقين ليزيد بن عبد الملك ست وسنين وكان يكنى أبا المثنى وفيه يقول الفرزدق ليزيد:
أوليت العراق ورافديه * فزاريا احذ يد القميص تفتق بالعراق أبو المثنى * وعلم قومه اكل الخبيص ورافداه: دجلة والفرات. وقوله احذ يد القميص: يريد انه خفيف اليد نسبه إلى الخيانة، وكانت حبابه جارية يزيد بن عبد الملك سبية في ولاية العراقين وكانت تدعوه أبى ومات بالشام فولد عمر يزيد بن عمر وسفيان وعبد الواحد، فاما يزيد فولي العراقين لمروان بن محمد خمس سنين وكان شريفا يقسم على زواره في كل شهر خمسمائة الف ويعشي كل ليلة من شهر رمضان ثم يقضي للناس عشر حوائج لا يجلسون بها، وكان جميل المرآة عظيم الخطر، وأمه سندية فولد يزيد المثنى ومخلدا فاما المثنى فولي اليمامة لأبيه وقتله أبو حماد المروزي بالبادية. واما مخلد فكان شريف الولد ولهم بالشام قدر وعدد، وكان ليزيد ابن يقال له داود وقتل مع يزيد أبيه، وكان أبو جعفر المنصور حصر يزيد بواسط شهورا ثم أمنه وافتتح البلد صلحا
(٤٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 444 445 446 447 448 449 450 451 452 453 454 » »»