(الثانية) قال ابن شحنة الحنفي في روضة الناظر: في أيام أبي بكر منعت يربوع الزكاة وكان كبيرهم مالك بن نويرة وكان فارسا منطقيا شاعرا قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله فولاه صدقة قومه فأرسل إليه أبو بكر خالد بن الوليد فقال مالك إنا نأتي الصلاة دون الزكاة فقال خالد اما علمت أن الصلاة والزكاة معا لا يقبل أحدهما بدون الآخر فقال مالك اما لو كان صاحبكم يقول ذلك ثم أعاد هذه الكلمة مرة أخرى فقال خالد أو ما تراه لك صاحبا والتفت إلى ضرار بن الأزور وأمره بضرب عنقه فالتفت مالك إلى زوجته وقال لخالد هذه التي قتلتني وكانت في غاية الجمال فقال بل قتلك رجوعك عن الاسلام فقال مالك انا مسلم فقال خالد يا ضرار اضرب عنقه فضرب عنقه، وذكر ابن خلكان ما يقرب من ذلك ثم قال وجعل رأسه أثفية القدر وكان من أكثر الناس شعرا فكانت القدر على رأسه حتى نضج الطعام وما خلصت لنار إلى شواه من كثرة شعره وقبض خالد امرأته فقيل انه اشتراها من الفئ وتزوج بها قال في ذلك أبو زهير السعدي.
ألا قل لحي أوطأوا بالسنابك * تطاول هذا الليل من بعد مالك قضى خالد بغيا عليه لعرسه * وكان له فيها هوى قبل ذلك فأمضى هواه خالد غير عاطف * عنان الهوى عنها ولا متمالك وأصبح ذا أهل وأصبح مالك * إلى غير شئ هالكا في الهوالك فمن لليتامى والأرامل بعده * ومن للرجال المعدمين الصعالك أصيبت تميم غثها وسمينها * بفارسها المرجو سحب الحوالك.
ولما بلغ الخبر أبا بكر وعمر، قال عمر لأبي بكر ان خالدا قد زنى فارجمه قال ما كنت لأرجمه فإنه تأول فأخطأ قال إنه قتل مسلما فاقتله به قال ما كنت لأقتله به فإنه تأول فأخطأ قال فاعزله قال ما كنت لاشيم سيفا سله الله عليهم ابدا انتهى.
وفي بعض الروايات، انه لما قتل خالد مالكا ونكح امرأته كان في عسكره أبو قتادة الأنصاري فركب فرسه ولحق بأبي بكر وحلف ان لا يسير في جيش