وانا خلف لهم من بعدهم رحمهم الله انتهى السكاك كشداد صانع سكك الحديد.
(أقول) لما كان أبو جعفر السكاك خلف لهذه الجماعة ينبغي ان نشير إلى مختصر من تراجم هؤلاء ليعلم مقامه اما محمد بن أبي عمير فيأتي في ابن أبي عمير، واما صفوان بن يحيى: وهو أبو محمد البجلي الكوفي من أصحاب الكاظم والرضا والجواد " ع " وكانت له عند الرضا " ع " منزلة شريفة وتوكل للرضا وأبى جعفر عليه السلام وكان أوثق أهل زمانه وأعبدهم وكان يصلي في كل يوم خمسين ومائة ركعة وكان شريكا لعبد الله بن جندب وعلي بن النعمان. وروي انهم تعاقدوا في بيت الله الحرام انه من مات منهم صلى من بقي صلاته وصام عنه صيامه وزكى عنه زكاته فماتا وبقي صفوان وكان يصلي في كل يوم مائة وخمسين ركعة ويصوم في السنة ثلاثة أشهر ويزكى زكاته ثلاث دفعات وكل ما يتبرع به عن نفسه مما عدا ما ذكرناه تبرع عنهما مثله. روى (كش) عن أبي الحسن " ع " قال: ما ذئبان ضاريان في غنم قد غاب عنها رعاؤها بأضر في دين المسلم من حب الرياسة ثم قال صفوان لا يحب الرياسة. توفي سنة 210 (ري) بالمدينة وبعث إليه أبو جعفر " ع " بحنوطه وكفنه، وامر إسماعيل بن موسى بالصلاة عليه وكان من أصحاب الاجماع وكان من الورع والعبادة على ما لم يكن على أحد من طبقته. واما هشام بن الحكم أبو محمد كان عين الطائفة ووجهها ومتكلمها وناصرها كان مولده بالكوفة ومنشؤه واسط وتجارته بغداد ثم انتقل إليها في آخر عمره ونزل قصر وضاح وروى عن أبي عبد الله وأبى الحسن " ع " ورويت له مدائح جليلة عنهما وكان ممن فتق الكلام وهذب المذهب بالنظر وكان حاذقا بصناعة الكلام حاضر الجواب ما قهره أحد في التوحيد، مات سنة 179 (قطع) بالكوفة في أيام الرشيد وترحم عليه الرضا " ع " قال الشيخ المفيد: وهشام بن الحكم من أكبر أصحاب أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام وكان فقيها وروى حديثا كثيرا وصحب أبا عبد الله وبعده أبا الحسن موسى عليهما السلام، وكان يكنى أبا محمد وأبا الحكم وكان مولى بني شيبان وكان