مقيما بالكوفة وبلغ من مرتبته وعلوه عند أبي عبد الله جعفر بن محمد انه دخل عليه بمنى وهو غلام أول ما اختط عارضاه وفي مجلسه شيوخ الشيعة كحمران بن أعين، وقيس الماصر، ويونس بن يعقوب، وأبو جعفر الأحول وغيرهم، فرفعه على جماعتهم وليس فيهم إلا من هو أكبر سنا منه، فلما رأى أبو عبد الله " ع " ان ذلك الفعل كبر على أصحابه قال هذا ناصرنا بقلبه ولسانه ويده وقال له أبو عبد الله عليه السلام وقد سأله عن أسماء الله عز وجل واشتقاقها فأجابه ثم قال له أفهمت يا هشام فهما تدفع به أعداءنا الملحدين مع الله عز وجل قال هشام نعم قال أبو عبد الله " ع " نفعك الله عز وجل به وثبتك قال هشام فوالله ما قهرني أحد في التوحيد حتى قمت مقامي هذا انتهى واما يونس بن عبد الرحمن: فهو أبو محمد مولى علي بن يقطين، كان ثقة ووجها في أصحابنا متقدما عظيم المنزلة، روى عن أبي الحسن موسى والرضا، وكان الرضا يشير إليه في العلم والفتيا وقال يونس في زمانه كسلمان الفارسي في زمانه روي عن الفضل بن شاذان عن عبد العزيز بن المهتدي قال الفضل كان خير قمي رأيته، وكان وكيل الرضا وخاصته قال سألت الرضا " ع " فقلت اني لا ألقاك كل وقت فعمن آخذ معالم ديني؟ قال خذ عن يونس ابن عبد الرحمن. وفي رواية قال له أفيونس بن عبد الرحمن ثقة آخذ عنه ما احتاج إليه من معالم ديني فقال نعم، وكان يونس بن عبد الرحمن هو الذي دعا الناس إلى امامة الرضا ردا على الواقفة فبذلت له الواقفة مالا كثيرا ليسكت فلم يقبل وقال انا روينا عن الصادقين عليهما السلام انهم قالوا إذا ظهرت البدع فعلى العالم ان يظهر علمه فان لم يفعل سلب نور الايمان وهو الذي عرض أبو هاشم الجعفري كتابه في اليوم والليلة على أبى محمد العسكري " ع " فقال أعطاه الله تعالى بكل حرف نورا يوم القيامة، وروي انه قيل له ان كثيرا من هذه العصابة يقعون فيك ويذكرونك بغير الجميل فقال أشهدكم ان كل من له في أمير المؤمنين " ع " نصيب فهو في حل مما قال، وروي ان الرضا " ع " ضمن له الجنة ثلاث مرات،
(٣٨)