(ابن الدهان) يطلق على جماعة المشهور منهم اثنان (أحدهما) أبو محمد سعيد بن المبارك ابن علي بن عبد الله النحوي البغدادي الشاعر الأديب المتصل نسبه بكعب الأنصاري كان سيبويه عصره له في الأدب والنحو تصانيف منها شرح الايضاح وشرح لمع ابن جنى وغير ذلك من الكتب الكثيرة.
يحكى انه كان ببغداد انتقل إلى الموصل قاصدا جناب الوزير جمال الدين الأصبهاني المعروف بالجواد فتلقاه بالاقبال وأحسن إليه وأقام في كنفه مدة سنة وكانت كتبه قد تخلفت ببغداد فاستولى الغرق في تلك السنة على البلد فسير من من يحضرها إليه ان كانت سالمة فوجدها قد غرقت وكان خلف داره مدبغة قد غرقت أيضا وفاض الماء منه إلى داره فتلفت الكتب بهذا السبب زيادة على اتلاف الغرق، وكان قد أفنى في تحصيلها عمره فلما حملت إليه على تلك الصورة أشاروا عليه ان يطيبها بالبخور ويصلح منها ما أمكن، فبخرها باللاذن ولازم ذلك إلى أن بخرها بأكثر من ثلاثين رطلا لاذنا، فطلع ذلك إلى رأسه وعينيه فأحدث له العمى وكف بصره وانتفع عليه خلق كثير. توفي غرة شوال بالموصل سنة 569 أو 566 (وثانيهما) وجيه الدين مبارك بن سعيد بن أبي السعادات الواسطي الأصل البغدادي المنشأ والاشتغال، من أعيان من قرأ على ابن الخشاب ولازم ابن الأنباري وسمع الحديث من طاهر المقدسي، وكان إماما في كثير من العلوم سيما النحو واللغة والتصريف.
حكي انه كان كثير الاحتمال للتلامذة واسع الصدر لم يغضب قط من شئ وشاع ذلك حتى بلغ بعض الخلفاء فجهد على أن يغضبه فلم يقدر.
(قلت) هذه صفة شريفة تشبه بها هذا الرجل بذي الكفل " ع " فقد ورد انه كان نبيا بعد سليمان بن داود " ع " وكان يقضي بين الناس كما كان يقضي