الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ٢٨٠
إلى جوهريته وهو كما قال الله عز وجل (إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا).
والظاهر أنه عليه السلام شبه المفتخر بآبائه مع كونه خاليا من صالح أعمالهم بلحا شجر الخلنج فان لحاه فاسد ولا ينفع اللحا كون لبه صالحا لان ينحت منه الأشياء بل إذا أردوا ذلك قشروا لحاه ونبذوها وانتفعوا بلبه واصله.
(الثاني) قال صاحب (ضا) بعد أن ذكر ابن خلكان في كتابه ومدح كتابه بالاتقان وكثر الفوائد: ان الرجل كان شافعي الفروع أشعري الأصول من أشد الناس تعصبا لأهل السنة والجماعة الخ. ثم بين ان أهل السنة انما تعين لهم هذا اللقب من بعد وقوع المقاتلة بين علي " ع " ومعاوية في كلام طويل، إلى أن قال: واما لفظة الشيعة المقولة دائما في مقابلة أهل السنة فإنما هي عبارة عن طوائف مخصوصة من الأمة المرحومة باعتبار انهم شايعوا عليا " ع " في جميع الأمور ولم يفارقوا إلى غيره.
وفي القاموس: وشيعة الرجل بالكسر اتباعه وأنصاره والفرقة على حدة ويقع على الواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث وقد غلب هذا الاسم على كل من يتولى عليا وأهل بيته حتى صار اسما لهم خاصا وعن تعريفات العلوم ان الشيعة هم الذين شايعوا عليا وقالوا انه امام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله واعتقدوا ان الإمامة لا تخرج عنه وعن أولاده. وفي كنز اللغة ان الشيعة هم العدلية غير السنية إلى غير ذلك من عبائر أهل اللغة، ثم انه نقل عن الجزء الثالث من كتاب الزينة في تفسير الألفاظ المتداولة بين أرباب العلوم للشيخ أبي حاتم الرازي صاحب الرد على القول بالرجعة وغيره. إن أول اسم ظهر في الاسلام على عهد النبي صلى الله عليه وآله الشيعة وكانت هذه من ألقاب هؤلاء الأربعة اي سلمان وأبي ذر والمقداد وعمار رضي الله تعالى عنهم إلى أوان صفين فانتشرت بين موالي علي " ع " فكل من كان في عسكره لقب شيعة، ومن كان من اتباع معوية لقب بالسني إلى أن اشتهر اطلاقهما على مطلق من كان من الموافقين لأهل البيت " ع " أو المخالفين لهم على التدريج انتهى.
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 ... » »»