الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ٢٠٠
عليهم السلام، وكان من أصحاب الاجماع جليل القدر عظيم الشأن وأصحابنا يسكنون إلى مراسيله لأنه لا يرسل إلا عن ثقة قيل في حقه: انه أفقه من يونس وأفضل وأصلح.
(كش) محمد بن أبي عمير اخذ وحبس وأصابه من الجهد والضيق أمر عظيم واخذ كل شئ كان له، وصاحبه المأمون وذلك بعد موت الرضا " ع " وذهبت كتب ابن أبي عمير فلم تخلص كتب أحاديثه فكان يحفظ أربعين جلدا فسماه نوادر فلذلك تؤخذ أحاديثه منقطعة الأسانيد.
وروى الصدوق عن ابن الوليد عن علي عن أبيه قال: كان ابن أبي عمير رجلا بزازا وكان له على رجل عشرة آلاف درهم فذهب ماله وافتقر فجاء الرجل فباع دارا له بعشرة آلاف درهم وحملها إليه فدق عليه الباب فخرج إليه محمد بن أبي عمير فقال له الرجل هذا مالك الذي لك علي فخذه، فقال ابن أبي عمير فمن أين لك هذا المال؟ ورثته؟ قال لا قال وهب لك؟ قال لا ولكني بعت داري الفلانية لأقضي ديني، فقال ابن أبي عمير: حدثني ذريح المحاربي عن أبي عبد الله عليه السلام انه قال: لا يخرج الرجل عن مسقط رأسه بالدين. ارفعها فلا حاجة لي فيها والله انى محتاج في وقتي هذا إلى درهم وما يدخل ملكي منها درهم.
وروي عن الفضل بن شاذان قال دخلت العراق فرأيت أحدا يعاتب صاحبه ويقول له أنت رجل عليك عيال وتحتاج ان تكسب عليهم وما آمن ان تذهب عيناك لطول سجودك، فلما أكثر عليه قال أكثرت علي ويحك لو ذهبت عين أحد من السجود لذهبت عين ابن أبي عمير، ما ظنك برجل سجد سجدة الشكر بعد صلاة الفجر فما يرفع رأسه إلا عند زوال الشمس؟ وقال الفضل: اخذ يوما شيخي بيدي وذهب بي إلى ابن أبي عمير فصعدنا إليه في غرفة وحوله مشايخ يعظمونه ويبجلونه فقلت لأبي من هذا؟ قال هذا ابن أبي عمير، قلت الرجل الصالح العابد؟
قال نعم انتهى. توفي سنة 217 (ريز).
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»