كان صوته يسمع من ثمانية أميال كان يقف على سلع وينادي غلمانه آخر الليل وهم بالغابة فيسمعهم وبين سلع والغابة ثمانية أميال وغارت الخيل يوما على المدينة فنادى واصباحاه فلم تسمعه حامل الا وضعت من عظم صوته وفي لفظ آخر نادى يا أصحاب السمرة يوم الحديبية يا أصحاب سورة البقرة أي وخص سورة البقرة بالذكر لأنها أول سورة نزلت في المدينة لأن فيها * (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله) * وفيها * (وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم) * وفيها * (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) * في لفظ نادى يا أنصار الله وأنصار رسوله يا بني الخزرج خصهم بالذكر بعد التعميم لأنهم كانوا صبرا في الحرب أو غلب فأجابوا لبيك لبيك وفي لفظ يا لبيك يا لبيك أي وفي البخاري لما أدبروا عنه صلى الله عليه وسلم حتى بقي وحده فنادي يومئذ نداءين التفت عن يمينه فقال يا معشر الأنصار قالوا لبيك يا رسول الله أبشر نحن معك ثم التفت عن يساره فقال يا معشر الأنصار قالوا لبيك يا رسول الله أبشر نحن معك ويجوز أن يكونه هذا بعد نداء العباس وقربهم منه صلى الله عليه وسلم وصار الرجل يلوي بعيره فلا يقدر على ذلك أي لكثرة الأعراب المنهزمين فيأخذ درعه فيقذفها في عنقه ويأخذ سيفه وترسه ويقتحم عن بعيره ويخلي سبيله ويؤم الصوت حتى ينتهي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعضهم فما شبهت عطفة الأنصار على رسول الله إلا عطفة الإبل وفي لفظ عطفة البقر على أولادها فلرماحهم أخوف عندي على رسول الله صلى الله عليه وسلم من رماح الكفار حتى إذا انتهى اليه من الناس مائة استقبلوا الناس فاقتتلوا وأشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القوم وهم يجتلدون أي وكان شعارهم كيوم فتح مكة فقال صلى الله عليه وسلم الآن حمى وهو حجارة توقد العرب تحتها النار يشوون عليها اللحم والوطيس في الأصل التنور وهذه من الكلمات التي لم تسمع الا منه صلى الله عليه وسلم وهي مثل يضرب لشدة الحرب أي وصار يقول أنا النبي لا كذب أنا ابن
(٦٦)