السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٩٨
بالجعرانة وأسلم ورد عليه أهله وماله واستعمله صلى الله عليه وسلم عى من اسلم من هوازن فكان لا يقدر على سرح ثقيف إلا أخذه ولا رحل الا ميله وكان رضي الله عنه يرسل بالخمس مما يغنم لرسول الله صلى الله عليه وسلم أ ه أي وجاء اعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المحل الذي هو الجعرانة وهو المراد بقول بعضهم وهو بحنين لأن المراد منصرفه من غزوة حنين وعلى ذلك الأعرابي جبه وهو متضمخ بخلوق أي مصفر لحيته ورأسه وقد أحرم بعمرة فقال أفتني يا رسول الله وفي رواية قال له كيف ترى في رجل في رجل أحرم في جبة ما تضمخ بطيب فسكت ساعة ثم نزل عليه الوحي فلما سرى عنه قال أين السائل عن العمرة أخلع عنك الجبة واغسل عنك أثر الخلوق وفي رواية قال له صلى الله عليه وسلم ما كنت تصنع في حجك قال كنت أنزع هذه الجبة وأغسل هذه الخلوق فقال صلى الله عليه وسلم اصنع في عمرتك ما كنت صانعا في حجك واستند لذلك من يقول بحرمة التطيب قبل الإحرام بما يبقى عند الإحرام والراجح عند إمامنا الشافعي رضي الله تعالى عنه استحباب ذلك وجاءه رجل فوقف على رأسه الشريف فقال يا رسول الله إن لي عندك موعدا فقال له صدقت فاحتكم فقال أحتكم ثمانين ضائنة وراعيها فقال هي لك ولقد احتكمت يسيرا ولصاحبة موسى عليه الصلاة والسلام التي دلته على عظام يوسف عليه الصلاة والسلام كانت احزم حكما منك حين حكمها أن تردني شابة وأدل معك الجنة كذا ذكره الغزالي رحمه الله قال السخاوي وهذا أخرجه ابن حبان والحاكم وصحح إسناده وفيه نظر كما قال العراقي وهذا أصل في عدم إخلاف الوعد بالخير ونقل الإمام النووي رحمه الله ان جماعة ذهبوا إلى وجوب الوفاء بذلك ووجهه السبكي رحمه الله بأن اخلاف الوعد كذب والكذب حرام وترك الحرام واجب وذكر الغزالي رحمه الله أن خلاف الوعد لا يكون كذبا الا إذا عزم حين الوعد على عدم الوفاء أي ويدل لذلك ما جاء عن عبد الله بن ربيعة قال جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»