السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٢٩٥
ومن ثم قال في النور والظاهر أن هذه الكتابة متأخرة عن الكتابة لأصحمة الرجل الصالح الذي آمن به صلى الله عليه وسلم وأكرم أصحابه هذا كلامه وفيه أن رد الجواب على النبي صلى الله عليه وسلم بالكتاب المذكور ورده على عمرو ابن أمية بقوله أشهد بالله إنه النبي الذي ينتظره أهل الكتاب إلى آخره إنما يناسب الأول الذي هو الرجل الصالح ويكون جواب الثاني لم يعلم وقد تقدم عن ابن حزم أنه لم يسلم وقال بعضهم إنه الظاهر وحينئذ يكون الراوي خلط فوهم أن المكتوب إليه ثانيا هو المكتوب إليه أولا كما أشار إليه في الهدى والله أعلم ذكر كتابه صلى الله عليه وسلم للمقوقس ملك القبط وهم أهل مصر الإسكندرية وليسوا من بني إسرائيل على يد حاطب بن أبي بلتعة رضي الله تعالى عنه بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بن أبي بلتعة رضي الله عنه إلى المقوقس أي فإنه صلى الله عليه وسلم عند منصرفه من الحديبية قال أيها الناس أيكم ينطلق بكتابي هذا إلى صاحب مصر وأجره على الله فوثب إليه حاطب رضي الله عنه وقال انا يا رسول الله قال بارك الله فيك يا حاطب قال حاطب رضي الله عنه فأخذت الكتاب وودعته صلى الله عليه وسلم وسرت إلى منزلي وشددت على راحلتي وودعت أهلي وسرت زاد السهيلي وانه صلى الله عليه وسلم أرسل مع حاطب جبير مولى أبي رهم الغفاري فإن جبيرا هو الذي جاء بمارية من عند المقوقس واعترض بأن هذا لا يلزمه أن يكون صلى الله عليه وسلم أرسل جبيرا مع حاطب للمقوقس لجواز ان يكون المقوقس ارسل جبيرا مع حاطب والمقوقس لقب وهو لغة المطول للبناء واسمه جريج بن مينا بعث معه صلى الله عليه وسلم كتابا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن عبد الله إلى المقوقس عظيم القبط سلام على من اتبع الهدى أما بعد فانى أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين
(٢٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 ... » »»