السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٢٩١
فقال رجل أنا أجوزه فأتى بحلة فوضعها في حجري فسألت عنه فقيل لي إنه عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه ذكر كتابه صلى الله عليه وسلم إلى كسرى ملك فارس على يد عبد الله بن حذافة أي لأنه كان يتردد عليه كثيرا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حذافة السهمي وقيل أخاه خنيسا وقيل أخاه خارجة وقيل شجاع بن وهب وقيل عمر بن الخطاب رضي الله عنهم إلى كسرى وبعث معه كتابا مختوما فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أدعوك بدعاية الله فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين أسلم تسلم فإن أبيت فعليك إثم المجوس أي الذين هم أتباعك قال عبد الله بن حذافة رضي الله عنه فأتيت إلى بابه وطلبت الإذن عليه حتى وصلت إليه فدفعت إليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرئ عليه فأخذه ومزقه أي وفي رواية أن كسرى لما أعلم بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن بحامل الكتاب أن يدخل عليه فلما وصل أمر كسرى أن يقبض منه الكتاب فقال لا حتى أدفعه إليك كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كسرى ادنه فدنا فناولته الكتاب فدعا من يقرؤه فقرأ فإذا فيه من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كسرى عظيم فارس فأغضبه حين بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه وصاح ومزق الكتاب قبل أن يعلم ما فيه وأمر باخراج حامل ذلك الكتاب فأخرج فلما رأى لك قعد على راحلته وسار فلما ذهب عن كسرى سورة غضبه بعث فطلب حامل الكتاب فلم يجده فلما وصل إليه صلى الله عليه وسلم وأخبره الخبر قال صلى الله عليه وسلم مزق كسرى ملكه وكتب كسرى إلى بعض أمرائه باليمن يقال له باذان بلغني ان رجلا من قريش خرج بمكة يزعم أنه نبي فسر إليه فاستتبه فإن تاب وإلا فابعث إني برأسه يكتب إلي هذا الكتاب أي الذي بدأ فيه نفسه وهو أي وفي رواية إن تكفيني رجلا
(٢٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 ... » »»