السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ١٢٥
الآخران وهما مرارة بن الربيع وهلال بن أمية وكانا ممن شهد بدرا وهما من الأوس مثل قول كعب فقال لهما صلى الله عليه وسلم مثل ما قال لكعب ونهى صلى الله عليه وسلم المسلمين عن كلامهم فاجتنبهم الناس فاما الرجلان فمكثا في بيوتهما يبكيان وأما كعب فكان يشهد الصلاة مع المسلمين ويطوف بالأسواق فلا يكلمه أحد منهم قال ولما طال ذلك على من جفوة الناس تسورت جدار حائط أبي قتادة وهو ابن عمي وأحب الناس إلي فسلمت عليه والله مارد علي السلام فقلت يا أبا قتادة أنشدك الله هل تعلمني أحب الله ورسوله فسكت فعدت اليه فنشدته فسكت فعدت اليه فنشدته فقال الله ورسوله أعلم ففاضت عيناي وتوليت حتى تسورت الجدار قال بينما أنا أمشي بسوق المدينة إذا نبطي من أنباط أهل الشام ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول من يدلني على كعب بن مالك فطفق أي جعل الناس يشيرون له حتى إذا جاءني دفع إلى كتابا من ملك غسان أي وهو الحارث بن أبي شمر أو جبلة بن الأيهم وكان الكتاب ملفوفا في قطعة من الحرير فإذا فيه أما بعد فإنه بلغني أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة فالحق بنا نواسك فقلت لما قرأته وهذا أيضا من البلاء فيممت أي قصدت به التنور فسجرته بها أي القيته فيها أي والأنباط قوم يسكنون البطائح بين العراقين قال حتى إذا مضت أربعون ليلة جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تعتزل امرأتك فقلت أطقلها أم ماذا قال لا بل اعتزلها ولا تقربها وأرسل صلى الله عليه وسلم إلى صاحبي أي وهما هلال بن أمية ومرارة بن الربيع بمثل ذلك فقلت لامرأتي الحقي بأهلك فكوني عندهم حتى يقضي الله في هذ الأمر فجاءت امرأة هلال بن أمية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن هلال بن أمية شيخ ضائع ليس له خادم فهل تكره أن أخدمه فقال صلى الله عليه وسلم لا ولكن لا يقربك قالت والله إنه ما به حركة إلى شيء والله ما زال يبكي منذ كان من أمره ما ما كان إلى يومه هذا قال كعب فقال بعض أهلي قال في النور الظاهر أن القائل له امرأة لأن النساء لم يدخلن في النهي لأن في الحديث ونهى المسلمين وهذه الخطاب لا يدخل فيه النساء فدل على أن المراد الرجال قالت لو أستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في امرأتك كما أذن لامرأة هلال بن أمية أن تخدمه فقلت لا أستأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدريني ما يقول لي رسول الله صلى الله
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»