السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ١٠٣
أي وهم الروك كقتال العرب بعضهم بعضا والله لكانهم يعني الصحابة غدا مقرنون في الحبال يقولون ذلك ارجافا وترهيبا للمؤمنين والجلاد الضرب بالسيوف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك لعمار بن ياسر رضي الله عنه أدرك القوم فإنهم قد احترقوا فاسألهم عما قالوا فإن أنكروا فقل بل قلتم كذا وكذا فانطلق إليهم عمار فقال لهم فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتذرون اليه وقالوا إنما كان نخوض ونلعب فانزل الله تعالى * (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب) * وقال صلى الله عليه وسلم للجد بن قيس يا جد هل لك في جلاد بني الأصفر قال يا رسول الله أو تأذن لي أي في التخلف ولا تفتني فوالله لقد عرف قومي أنه ما من رجل أشد عجبا بالنساء مني وإني أخشى إن رأيت نساء بني الأصفر أن لا أصبر فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال قد أذنت لك فانزل الله تعالى * (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني) * الآية وفي لفظ أنه صلى الله عليه وسلم قال اغزوا تبوك تغنموا بنات بني الأصفر نساء الروم فقال قوم من المنافقين ائذن لنا ولا تفتنا فأنزل الله تعالى الآية * (ألا في الفتنة سقطوا) * أي التي هي التخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والرغبة عنه وفي لفظ أنه صلى الله عليه وسلم قال للجد بن قيس يا أبا قيس هل لك أن تخرج معنا لعلك تحقب أي تردف خلفك من بنات بني الأصفر فقال ما تقدم وعند ذلك لامه ولده عبد الله رضي الله عنه وقال له والله ما يمنعك الا النفاق وسينزل الله فيك قرآنا فأخذ نعله وضرب به وجه ولده فلما نزلت الآية قال له ألم أقل لك فقال له اسكت يا لكع فوالله لأنت أشدعلي من محمد وفي رواية أن الجد بن قيس لما امتنع واعتذر بما تقدم قال للنبي صلى الله عليه وسلم ولكن أعينك بمالي فانزل الله تعالى * (قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم) * وتقدم أنه لم يبايع بيعة الرضوان وتقدم أنه تاب من النفاق وحسنت توبته وأنه صلى الله عليه وسلم قال لبني ساعدة من سيدكم فقالوا الجد بن قيس على بخل فيه فقال واي داء أدوأ من البخل قالوا يا رسول الله من سيدنا فقال بشر بن البراء بن معرور وفي رواية سيدكم الجعد الأبيض عمرو بن الجموح وذكر ابن عبد البر ان النفس أميل إلى الأول ومات الجد بن قيس في خلافة عثمان رضي الله عنه وقال بعض المنافقين لبعض لا تنفروا في الحر فأنزل الله تعالى * (قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون) * أي يعلمون * (وجاء المعذرون) * أي وهم الضعفاء والمقلون من
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»