ذلك سياق القصة وقال الحافظ ابن كثير صلى بهم في بيت المقدس قبل العروج وبعده فإن في الحديث ما يدل على ذلك ولا مانع منه قال ومن الناس من يزعم أنه إنما أمهم في السماء أي لا في بيت المقدس أي وهذا الزاعم هو حذيفة فإنه أنكر صلاته صلى الله عليه وسلم بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام في بيت المقدس قال بعضهم والذي تظافرت به الروايات صلاته صلى الله عليه وسلم بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام ببيت المقدس والظاهر أنه بعد رجوعه صلى الله عليه وسلم إليه أي فلم يصل في بيت المقدس إلا مرة واحدة وإنها بعد نزوله صلى الله عليه وسلم لأنه لما مر بهم في منازلهم جعل يسأل جبريل عنهم واحدا واحدا وهو يخبره بهم أي ولو كان صلى بهم أولا لعرفهم بل تقدم أنه صلى الله عليه وسلم عرف النبيين ما بين قائم وراكع وساجد وما بالعهد من قدم وهذا هو اللائق لأنه صلى الله عليه وسلم أولا كان مطلوبا إلى الجناب العلوي أي بناء على أن المعراج كان في ليلة الإسراء وحيث كان مطلوبا لذلك اللائق أن لا يشتغل بشئ عنه فلما فرغ من ذلك اجتمع هو صلى الله عليه وسلم وإخوته من النبيين ثم أظهر شرفه عليهم فقدمه في الإمامة هذا كلامه أقول بحث أن صلاته صلى الله عليه وسلم ببيت المقدس ولم تكن إلا بعد رجوعه صلى الله عليه وسلم من العروج والاستدلال على ذلك بسؤاله صلى الله عليه وسلم عن الأنبياء عليهم الصلاة واللام واحدا واحدا في السماء وأن ذلك هو اللائق فيه نظر ظاهر لأنه لا بحث مع وجود النقل بخلافه ومجرد الاستحسان العقلي لا يرد النقل فقد تقدم عن الحافظ ابن كثير أنه ثبت في الحديث ما يدل على أنه صلى الله عليه وسلم صلى بهم ببيت المقدس قبل العروج وبعده وكونه سأل عن الأنبياء في السماء لا ينافي صلاته بهم أولا وأنه عرفهم بناء على تسليم أن معرفته لهم كانت عند صلاته بهم أولا وأنه عرفهم كلهم لا معظمهم على ما قدمناه لأنه يجوز أن يكونوا في السماء على صور لم يكونوا عليها ببيت المقدس لأن البرزخ عالم مثال كما تقدم وبهذا يعلم ما في قول بعضهم رؤيته صلى الله عليه وسلم للأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم في السماء محمولة على رؤية أرواحهم إلا عيسى وإدريس عليهما الصلاة والسلام ورؤيته صلى الله عليه وسلم لهم في بيت المقدس يحتمل أن المراد أرواحهم ويحتمل
(٨٥)