السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٣٣٤
من الأنبياء وتقدم في ترجمة سطيح ايراد عيسى عليه الصلاة والسلام على ذلك أي وقالوا اغاظه له صلى الله عليه وسلم ما نرى لهذا الرجل همة الا النساء والنكاح ولو كان نبيا كما زعم لشغله امر النبوة عن النساء فانزل الله تعالى * (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية) * فقد جاء انه كان لسليمان عليه الصلاة والسلام مائة امرأة وتسعمائة سرية وسألوه صلى الله عليه وسلم عن رجل زنى بامراه بعد احصانه أي كان شريفا من خيبر زنى بشريفة وهما محصنان فكرهوا رجمهما لشرفهما فبعثوا رهطا منهم إلى بني قريظة ليسألوا رسول لله صلى الله عليه وسلم أي قالوا لهم ان هذا الرجل الذي بيثرب ليس في كتابه الرجم ولكنه الضرب فسألوه فأجابهم بالرجم فلم يفعلوا ذلك فقال لجمع من علمائهم أنشدكم بالله الذي انزل التوراة على موسى اما تجدون في التوراة على من زنى بعد احصان الرجم فأنكروا ذلك فقال عبد الله بن سلام كذبتم فان فيها اية الرجم فاتوا بالتوراة فوضع واحد منهم يده على تلك الآية فقال له ابن سلام ارفع يدك عنها فرفعها فإذا اية الرجم أقول هذا كان في السسنة الرابعة وهو يخالف ما في بعض الروايات ان بعض أحبار يهود أي وهم كعب بن الأشرف وسعيد بن عمرو ومالك بن الصيف وكنانه بن أبي الحقيق اجتمعوا في بيت المدراس حين قدم رسول لله صلى الله عليه وسلم المدينة وقد زنى رجل من يهود بعد احصانه بامراه محصنة من اليهود وقالوا ان افتانا بالجلد أخذنا به واحتججنا بفتواه عند الله وقلنا فتيا نبي من أنبيائك وان افتانا بالرجم خالفناه لأنا خالفنا التوراة فلا علينا من مخالفته وفي رواية الصحيحين عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما ان اليهود جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له ان امراه منهم ورجلا زنيا أي بعد احصان فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تجدون في التوراة في شان الرجم قالوا نفضحهما أي بان نسود وجوههما ثم يحملان على حمارين وجوههما من قبل ادبار الحمار وفي لفظ يحملان على الحمار وتقابل اقفيتهما ويطاف بهما ويجلدان أي بحبل من ليف مطلي بقار فقال عبد الله بن سلام كذبتم ان فيها اية الرجم فاتوا بالتوراة فنشروها فوضع أحدهم يده على اية الرجم فقرا ما قبلها وما بعدها فقال له عبد الله بن
(٣٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 ... » »»