ليس هو فجاءهم الجواب مجملا فكان هذا الجواب لرد كيدهم لأن كل واحد مما ذكر أمر من مأمورات الحق تعالى ولما أنزل الله تعالى في حق اليهود * (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) * قالوا أوتينا علما كثيرا أوتينا التوراة ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا فأنزل الله تعالى * (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا) * وفي الكشاف أنهم قالوا نحن مخصوصون بهذا الخطاب أم أنت معنا فيه فقال صلى الله عليه وسلم نحن وأنتم لم نؤت من العلم إلا قليلا فقالوا ما أعجب شأنك ساعة تقول * (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) * وساعة تقول هذا فنزلت * (ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله) * هذا كلامه وسألوه صلى الله عليه وسلم متى الساعة إن كنت نبيا فأنزل الله تعالى * (يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي) * الآية أي وجاء يهوديان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه عن قوله تعالى * (ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات) * فقال صلى الله عليه وسلم لهما لا تشركوا بالله شيئا ولا تزنوا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا تسرقوا ولا تسحروا ولا تمشوا ببرئ إلى سلطان ولا تأكلوا الربا ولا تقذفوا محصنة وعليكم يا يهود خاصة أن لا تعتدوا في السبت فقبلا يديه ورجليه صلى الله عليه وسلم وقالا نشهد أنك نبي قال ما يمنعكما أن تسلما فقالا نخاف إن أسلمنا أن تقتلنا يهود أي وسألوه صلى الله عليه وسلم عن خلق السماوات أي في اي زمن والأرض وما بينهما أي مدة ما بينهما فقال لهم خلق الأرض في يوم الأحد والاثنين وخلق الجبال وما فيها يوم الثلاثاء اي ولذلك يقول الناس إنه يوم ثقيل وخلق البحر والماء والمدائن والعمران والخراب يوم الأربعاء وخلق السماوات يوم الخميس وخلق الشمس والقمر والنجوم والملائكة يوم الجمعة قالوا ثم ماذا يا محمد قال ثم استوى على العرش قالوا قد أصبت لو تممت ثم استراح أي لو قلت هذا اللفظ لأنهم يقولون إنه استراح جل وعز يوم السبت ومن ثم يسمونه يوم الراحة فأنزل الله تعالى * (ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب) * أي تعب * (فاصبر على ما يقولون) * وفي رواية خلق الله الأرض يوم الأحد والاثنين وخلق الجبال يوم الثلاثاء
(٣٢٢)