السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٣٢٧
مريد القيام إلى الصلاة أي صلاة العصر وقد قيل إن تلك الساعة رفعت بعد موته صلى الله عليه وسلم وقيل هي باقية وهو الصحيح وعليه فقيل لا زمن لها معين وقيل هي في زمن معين وعليه ففي تعيينها أحد عشر وقولا قيل أربعون قولا وقد وقع لميمون بن يامين وكان راس اليهود مثل ما وقع لابن سلام مع اليهود فإنه جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ابعث إليهم واجعلني حكما فإنهم يرجعون إلي فأدخله داخلا وارسل إليهم فجاءوه صلى الله عليه فقال لهم اختاروا رجلا حكما يكون بيني وبينكم قالوا قد رضينا ميمون بن يامين فقال اخرج إليهم فقال اشهد أنه لرسول الله فأبوا ان يصدقوه والله أعلم وقد أشار إلى انكارهم نبوته صلى الله عليه وسلم مع معرفتهم لها صاحب الهمزية بقوله * عرفوه وأنكروه فظلما * كتمته الشهادة الشهداء * أو نور الاله تطفئه آلاف * واه وهو الذي به يستضاء * كيف يهدي الاله منهم قلوبا * حشوها من حبيبه البغضاء * أي عرفوه انه النبي المنتظر وأنكروه بظواهرهم ولاجل ظلمهم كتمت الشهادة به العارفون به أو نور الاله الذي هو النبوة تذهبه الألسن لا يكون ذلك وكيف يكون ذلك وهو الذي يستضاء به في الظاهر والباطن كيف يوصل الاله قلوبا للحق وملؤها البغضاء لحبيبه صلى الله عليه وسلم أقول وقيل في سبب نزول سورة * (قل هو الله أحد) * ان وفد نجران لما نطقوا بالتثليث قال لهم المسلمون من خلقكم قالوا الله قالوا لهم فلم عبدتم غيره وجعلتم معه الهين فقالوا بل هو اله واحد لكنه حل في جسد المسيح إذ كان في بطن أمه فقالوا لهم هل كان المسيح يأكل الطعام قالوا كان يأكل الطعام فانزل الله تعالى * (قل هو الله أحد الله الصمد) * تكذيبا لهم في أنه ثالث ثلاثة والصمد هو الذي لا جوف له فهو غير محتاج إلى الطعام وقيل سبب نزولها ان قريشا هم الذين قالوا له انسب لنا ربك يا محمد وتقدم ما فيه والله أعلم وقد جاء عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما في تفسير قوله تعالى * (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم) *
(٣٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 ... » »»